كُوني من أهل الجنة
إن الجنة هي سلعة الله الغالية التي تحتاج إلى سعي وعمل، وجد واجتهاد وبذل وعطاء وصبر ومصابرة، وبدون السعي والعمل يصبح طلبها جنونا وعبثا، يقول سبحانه: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء:19]، يقول يحيى بن معاذ: "عمل كالسراب، وقلب من التقوى خراب، وذنوب بعدد الرمل والتراب، ثم تطمع في الكواعب الأتراب! هيهات أنت سكران بغير شراب" [2]. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل النار النساء، تحذيرا منه وإنذارا، لذا وجب عليك أن تكثري من الأعمال التي تدخلك الجنة، وتسلكي الطرق الموصلة إليها، وتتجنبي كل ما يباعدك عنها، وفي هذا المقال سنذكر بعض الأعمال التي توصل إلى الجنة كما قال لنا الذي لا ينطق عن الهوى، وهي كثيرة مبثوثة في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحسبنا الإشارة إلى جملة منها لعل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها، فيا أمة الله احرصي على مثل تلك الأعمال حتى تكوني بإذن الله من أصحاب الجنة.
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
الجنة دار المتقين، مهوى أفئدة عباد الله الصالحين، فضل الله على المحسنين، مأوى السامعين المطيعين لأمر رب العالمين: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً . خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} [الكهف:107،108]، {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: :40،41]، يقول صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "اقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة:17]" [1]، ومن فضل الله عز وجل ورحمته أن جلَّى لنا أمرها، ووضح طريقها وبيَّن كيفية الوصول إليها حتى يسعى إليها من أرادها ويطلبها من طمع فيها.
أختي المسلمة: إن الجنة هي سلعة الله الغالية التي تحتاج إلى سعي وعمل، وجد واجتهاد وبذل وعطاء وصبر ومصابرة، وبدون السعي والعمل يصبح طلبها جنونا وعبثا، يقول سبحانه: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء:19]، يقول يحيى بن معاذ: "عمل كالسراب، وقلب من التقوى خراب، وذنوب بعدد الرمل والتراب، ثم تطمع في الكواعب الأتراب! هيهات أنت سكران بغير شراب" [2]. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل النار النساء، تحذيرا منه وإنذارا، لذا وجب عليك أن تكثري من الأعمال التي تدخلك الجنة، وتسلكي الطرق الموصلة إليها، وتتجنبي كل ما يباعدك عنها، وفي هذا المقال سنذكر بعض الأعمال التي توصل إلى الجنة كما قال لنا الذي لا ينطق عن الهوى، وهي كثيرة مبثوثة في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحسبنا الإشارة إلى جملة منها لعل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها، فيا أمة الله احرصي على مثل تلك الأعمال حتى تكوني بإذن الله من أصحاب الجنة.
وقد تركت التعليق على تلك النصوص الكريمة لأنها واضحة الدلالة بينة المقصود، وآثرت ذكرها كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم مكتفيا بالإشارة إلى الأعمال في شكل عناوين لتلك النصوص، ومن هذه الأعمال ما يلي..
- شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله:
عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل قال: «يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إلا حرمه الله على النار، قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثما» [3]. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر» [4].
- القيام بأركان الإسلام الخمسة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها. فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة» [5]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة». قالوا: "يا أبا الدرداء وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة" [6].
- حب الله ورسوله:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ «قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت مع من أحببت»، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم" [7].
- طاعة الله ورسوله:
قال تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 17]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» [8].
- تقوى الله:
قال تبارك وتعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر:45]، وقال تبارك وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: تقوى الله، وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: الفم والفرج» [9].
- الصيام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه» [10].
- الحج المبرور:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما» [11].
- حفظ حق الجار:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: «يا رسول الله، إن فلانة ذكر من كثرة صلاتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار، قال: إن فلانة ذكر من قلة صلاتها وصيامها وإنها ما تصدقت بأثوار أقط [12] غير أنها لا تؤذي جيرانها. قال: هي في الجنة» [13].
- الصبر على البلاء:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تبارك وتعالى: إذا أخذت كريمتي [14] عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة» [15].
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلمين يتوفى لهم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته للصبية» [16].
- بناء المساجد:
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بنى مسجدا لله تعالى -قال بكير: حسبت أنه قال-: يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة» [17].
- إحسان الوضوء وصلاة ركعتين:
عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما «من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة» [18].
- صلاة ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة:
عن أم حبيبة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة» [19]، وعند النسائي: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة، سوى الفريضة، بنى الله له بيتا في الجنة» [20].
- المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها:
عن أم حبيبة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار» [21].
- متابعة المؤذن في الأذان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بلال ينادي، فلما سكت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال مثل هذا يقينا دخل الجنة»" [22].
- قول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا وجبت له الجنة» [23].
- قول دعاء الاستغفار في الصباح والمساء:
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيد الاستغفار، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله» [24].
- ترك المراء وترك الكذب ولو كان مازحا:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وترك الكذب وإن كان مازحا، وحسن خلقه» [25].
- المداومة على ذكر الله عقب الصلاة وعند النوم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلتان لا يحصيهما رجل [26] مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا، ويحمده عشرا، ويكبره عشرا قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قال: فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ قالوا: وكيف لا يحصيهما قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول: أذكر كذا أذكر كذا حتى ينتقل فلعله لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام» [27].
- الصبر على فقد الولد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» [28].
- إطعام الطعام وإفشاء السلام وقيام الليل:
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. فكان أول شيء تكلم به أن قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» [29]. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام» [30].
- طلب العلم لوجه الله تعالى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة» [31].
- قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة:
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» [32].
- ست خصال:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم»[33]. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» [34].
- كفالة اليتيم:
عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، أشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا» [35].
- زيارة المريض:
قال صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا لم يزل في خرفة [36] الجنة حتى يرجع» [37].
- طاعة الزوج ورضاه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» [38]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كل ولود ودود، إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب -أي زوجها- قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى» [39].
- إطعام الجائع وسقاية الظمآن:
عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، فقال: لئن كنت أقصرت الخطبة، لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة، وفك الرقبة. فقال: يا رسول الله، أو ليستا بواحدة؟ قال: لا، إن عتق النسمة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحة الوكوف» [40]، «والفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك، فأطعم الجائع، واسقِ الظمآن، وأمر بالمعروف، وانهَ عن المنكر، فإن لم تطق ذلك، فكف لسانك إلا من الخير» [41].
- البكاء من خشية الله:
عن معاوية بن حيدة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترى أعينهم النار، عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله» [42].
- سؤال الله الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت: النار اللهم أجِره من النار» [43].
- ترك الغضب:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «دلني على عمل يدخلني إلى الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب ولك الجنة» [44].
- إسباغ الوضوء والدعاء بعده بالمأثور:
عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ -أو فيسبغ الوضوء- ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» [45]. وزاد الترمذي: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين» [46].
ومن تتبع كتب السنة وجد غير ما ذكرنا، وحسبنا الإشارة إلى ذلك ومن أراد السلعة الغالية بذل الغالي والرخيص في شرائها، ومن طلب الحسناء لم يغله المهر، نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من سكان الجنة، ويرزقنا الفردوس الأعلى في الجنة، والحمد لله رب العالمين.
__________________
[1] رواه البخاري (4/1794) رقم (4501) ومسلم (4/2174) رقم (2824).
[2] صفة الصفوة (4/90).
[3] رواه مسلم (1/61) رقم (32). (تأثما): تأثم الرجل إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم، ومعنى تأثم معاذ أنه كان يحفظ علما يخاف فواته وذهابه بموته فخشي أن يكون ممن كتم علما وممن لم يمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ سنته فيكون آثما فاحتاط وأخبر بهذه السنة مخافة من الإثم وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن الإخبار بها نهي تحريم.
[4] رواه البخاري (5/2193) رقم (5489) ومسلم (1/94) رقم (94).
[5] رواه البخاري (3/1028) رقم (2637).
[6] رواه أبو داود (1/170) رقم (429)، وحسنه الألباني.
[7] رواه البخاري (3/1349) رقم (3485) ومسلم (4/2032) رقم (2639).
[8] رواه البخاري (6/2655) رقم (6851).
[9] رواه الترمذي (4/ 363) رقم (2004)، وحسنه الألباني.
[10] رواه البخاري (2/ 673) رقم (1805)، ومسلم (2/806) رقم (1151).
[11] البخاري (2/629) رقم (1683).
[12] جمع ثور وهو القطعة من الأقط.
[13] صحيح ابن حبان (13/76) رقم (5764)، وصححه شعيب الأرناؤوط.
[14] المقصود بهما عينيه.
[15] صحيح ابن حبان (7/193) رقم (2930)، وصححه شعيب الأرناؤوط.
[16] مسند أحمد ط الرسالة (35/ 326) رقم (21414)، وقال محققوه: "إسناده صحيح".
[17] رواه مسلم (1/378) رقم (533).
[18] رواه أبو داود (1/341) رقم (906)، وصححه الألباني.
[19] رواه مسلم (1/502) رقم (728).
[20] سنن النسائي (3 / 264) رقم (1811) وصححه الألباني.
[21] رواه الترمذي (2/292) رقم (428).
[22] رواه النسائي (2/24) رقم (674)، وحسنه الألباني.
[23] رواه أبو داود (1/562) رقم (1531)، وصححه الألباني.
[24] رواه البخاري (5/ 2323) رقم (5947). وأبو داود (4/ 478) رقم (5072)، واللفظ له.
[25] المعجم الصغير للطبراني (2/74) رقم (805)، وصححه الألباني، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/33) رقم (139).
[26] ولا يلزم أن يكون الفاعل رجلا، فإذا فعلت المرأة هاتين الخصلتين فنرجو لها الجزاء كما هو للرجل.
[27] رواه الترمذي (5/478) رقم (3410).
[28] رواه البخاري (5/2361) رقم (6060).
[29] رواه ابن ماجه (1/ 423) رقم (1334)، وصححه الألباني.
[30] صحيح ابن حبان (2/262) رقم (509)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
[31] رواه مسلم (4/2074) رقم (2699).
[32] رواه النسائي في السنن الكبرى (6/ 30) رقم (9928)، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع رقم (6464).
[33] مسند أحمد ط الرسالة (37/ 417) رقم (22757)، وقال محققوه: "حسن لغيره".
[34] رواه البخاري (5/2376) رقم (6109).
[35] رواه البخاري (5/2032) رقم (4998).
[36] جناها.
[37] رواه مسلم (4/1989) رقم (2568).
[38] مسند أحمد ط الرسالة (3/199) رقم (1661)، وقال محققوه: حسن لغيره.
[39] المعجم الصغير للطبراني (1/89) رقم (118)، وحسنه الألباني، انظر صحيح الجامع رقم (2604).
[40] المنحة نوعان: منحة ورق، ومنحة لبن، فمنحة الورق القرض، ومنحة اللبن أي يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها، فقوله هنا: (والمنحة الوكوف) أي غزيرة باللبن، وقيل: التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها، وهو من قولهم: وكف البيت بالمطر والعين بالدمع.
[41] مسند أحمد ط الرسالة (30/600) رقم (18647)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات".
[42] المعجم الكبير (19/ 416) رقم (1003)، وحسنه الألباني، انظر صحيح الترغيب والترهيب (2/189) رقم (1900).
[43] رواه الترمذي (4/699) رقم (2572)، وصححه الألباني.
[44] المعجم الأوسط (3/25) رقم (2353)، وصححه الألباني، انظر صحيح الترغيب والترهيب (3/29) رقم (2749).
[45] رواه مسلم (1/209) رقم (234).
[46] سنن الترمذي (1/78) رقم (55)، وصححه الألباني.
منصور صالح حسين الجادعي