(7) نماذج من غضب النَّبي صلى الله عليه وسلم عندما تنتهك حرمات الله
النَّبي صلى الله عليه وسلم ما كان يغضب لنفسه، وما كان ينتصر لها، بل كان غضبه لله وحين ما تنتهك حرماته..
- التصنيفات: مساوئ الأخلاق -
النَّبي صلى الله عليه وسلم ما كان يغضب لنفسه، وما كان ينتصر لها، بل كان غضبه لله وحين ما تنتهك حرماته، وإليكم نماذج من غضب النَّبي صلى الله عليه وسلم عند ما تنتهك حرمات الله.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل عليَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم، وفي البيت قرام فيه صور، فتلوَّن وجهه، ثم تناول الستر فهتكه، وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «من أشد النَّاس عذابًا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور» (رواه البخاري:6109، ومسلم:2107).
- وعن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: "أتى رجل النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قطُّ أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ، فقال: «يا أيُّها الناس، إنَّ منكم منفِّرين، فأيُّكم ما صلى بالنَّاس فليتجوز فإنَّ فيهم المريض، والكبير، وذا الحاجة» (رواه البخاري:6110، ومسلم:466).
- وعن عبد الله رضي الله عنه، قال: "بينا النَّبي صلى الله عليه وسلم يصلي رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيَّظ" -(فتغيظ) من الغيظ؛ وهو صفة تعترض للرجل عند احتداده لمحركٍ لها (شرح أبي داود للعيني (2/392)-، ثم قال: «إنَّ أحدكم إذا كان في الصلاة فإنَّ الله حيال وجهه، فلا يتنخمنَّ حيال وجهه في الصلاة»" (رواه البخاري:6111).
- وعن زيد بن خالد الجهني: "أنَّ رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اللقطة فقال: «عرِّفها سنة، ثُمَّ اعرف وكاءها» -الوكاء هو الخيط الذي يشد به الوعاء (شرح النووي على مسلم:12/21)- «وعفاصها» -العفاص بكسر العين وبالفاء والصاد المهملة وهو الوعاء التي تكون فيه النفقة جلدًا كان أو غيره (شرح النووي على مسلم:12/21)-، «ثُمَّ استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه»، قال: "يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: «خذها فإنَّما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب».
قال: يا رسول الله فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه -الوجنة: هي اللحم المرتفع من الخدين (شرح النووي على مسلم:12/24)، أو احمر وجهه، ثم قال: «ما لك ولها، معها حذاؤها» -الحذاء بكسر المهملة بعدها معجمة مع المد أي خفه (فتح الباري لابن حجر:5/83)-، «وسقاؤها» -يريد أنها تقوى على ورود المياه (انظر: لسان العرب لابن منظور:14/170)-، «حتى يلقاها ربها»" (رواه البخاري:2436، ومسلم:1722).
- وعن زيد بن ثابت، رضي الله عنه، قال: "احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة حجيرة -مخصفة: ثوب أو حصير قطع به مكانًا فى المسجد واستتر وراءه (شرح صحيح البخاري لابن بطال:9/295)-، أو حصيرًا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها، فتتبع إليه رجال، وجاؤوا يصلون بصلاته، ثم جاؤوا ليلةً فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم، وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضبًا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإنَّ خير صلاة المرء في بيته، إلا الصلاة المكتوبة»" (رواه البخاري:6113، ومسلم:781).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أنَّه قال: بينما يهوديٌّ يعرض سلعة له أعطي بها شيئًا، كرهه أو لم يرضه، قال: لا: والذي اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر، فسمعه رجل من الأنصار فلطم وجهه، قال: تقول: والذي اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟ قال: فذهب اليهوديُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم، إنَّ لي ذمَّةً وعهدًا، وقال: فلان لطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم لطمت وجهه؟» قال: قال يا رسول الله: والذي اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر، وأنت بين أظهرنا؛ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى عُرف الغَضَب في وجهه..
ثمَّ قال: «لا تفضِّلوا بين أنبياء الله، فإنَّه ينفخ في الصُّور، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلَّا من شاء الله، ثمَّ ينفخ فيه أخرى، فأكون أوَّل من بعث، أو في أوَّل من بعث، فإذا موسى عليه السَّلام آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطُّور، أو بعث قبلي، ولا أقول: إنَّ أحدًا أفضل من يونس بن متَّى عليه السَّلام» (رواه البخاري:3414، ومسلم:2373).
- وعن عائشة رضي الله عنها: "أنَّها قالت: رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر، فتنزَّه عنه ناس من النَّاس، فبلغ ذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم، فغضب حتَّى بان الغَضَب في وجهه، ثمَّ قال: «ما بال أقوام يرغبون عمَّا رخِّص لي فيه، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدَّهم له خشيةً»" (رواه مسلم:2356).
- وعن أبي قتادة رضي اللّه عنه، أنَّه قال: "رجل أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رأى عمر رضي الله عنه غضبه، قال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّد نبيًّا، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فجعل عمر رضي اللّه عنه يردِّد هذا الكلام حتَّى سكن غضبه" (رواه مسلم:1162).
- وعن أبي سعيد الخدري قال: "كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرها -الخدر: ستر يمد للجارية في ناحية البيت (انظر: لسان العرب لابن منظور:4/230)-، فإذا رأى شيئًا يكرهه، عرفناه في وجهه"، ولما بلَّغَه ابنُ مسعودٍ قَولَ القائل: هذه قسمةٌ ما أريد بها وجه الله، شقَّ عليه صلى الله عليه وسلم، وتَغيَّر وجهه، وغَضِبَ، ولم يَزِدْ على أنْ قال: «قد أوذِيَ موسى بأكثرَ من هذا فصبر»" (رواه البخاري:6102، ومسلم:1062).