مشاهد التوحيد (1)
عائض بن عبد الله القرني
أولُها مشهدُ العَفْوِ: وهو مشهدُ سلامةِ القلبِ، وصفائهِ ونقائِه لمنْ آذاك، وحبُّ الخيرِ وهي درجةٌ زائدةٌ. وإيصالُ الخَيْرِ والنَّفعِ له، وهي درجة أعلى وأعظمُ، فهي تبدأ بكظْمِ الغَيْظِ، وهو: أنْ لا تُؤذي منْ آذاك، ثمَّ العفو، وهو أنْ تسامحهُ، وأنْ تغفرَ له زلَّتهُ.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- إنَّ منْ مشاهدِ التوحيدِ عند الأذيَّةِ (استقبالِ الأذى من الناسِ) أموراً:
أولُها مشهدُ العَفْوِ: وهو مشهدُ سلامةِ القلبِ، وصفائهِ ونقائِه لمنْ آذاك، وحبُّ الخيرِ وهي درجةٌ زائدةٌ. وإيصالُ الخَيْرِ والنَّفعِ له، وهي درجة أعلى وأعظمُ، فهي تبدأ بكظْمِ الغَيْظِ، وهو: أنْ لا تُؤذي منْ آذاك، ثمَّ العفو، وهو أنْ تسامحهُ، وأنْ تغفرَ له زلَّتهُ. والإحسانِ، وهو: أنْ تبادله مكان الإساءةِ منه إحساناً منك، {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}.
وفي الأثرِ: إنَّ الله أمرني أنْ أصِلَ منْ قطعني، وأنْ أعفو عمَّنْ ظلمنِي وأنْ أُعطي منْ حَرَمَنِي.
ومشهدُ القضاءِ: وهي أنْ تعلم أنه ما آذاك إلا بقضاءٍ من اللهِ وقَدَرٍ، فإنَّ العبد سببٌ من الأسبابِ، وأنَّ المقدر والقاضي هو اللهُ، فتسلِّمَ وتُذْعن لمولاك.
ومشهدُ الكفارةِ: وهي أنَّ هذا الأذى كفارةٌ منْ ذنوبك وحطٌّ منْ سيئاتِك، ومحوٌ لزلاّتِك، ورفعةٌ لدرجاتِك، {فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}.