وقفة (17)

عائض بن عبد الله القرني

{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

أما دعوةُ ذي النونِ، فإنَّ فيها منْ كمالِ التوحيدِ والتنزيهِ للربِّ تعالى، واعترافِ العبدِ بظلمهِ وذنبه، ما هو منْ أبلغ أدويةِ الكربِ والهمِّ والغمِّ، وأبلغ الوسائلِ إلى اللهِ سبحانه في قضاءِ الحوائجِ فإنَّ التوحيد والتنزيهَ وتضمَّنانِ إثبات كلِّ كمالٍ للهِ، وسلب كلِّ نقصٍ وعيبٍ وتمثيلٍ عنه. والاعترافُ بالظلمِ يتضمَّنُ إيمان العبدِ بالشرعِ والثوابِ والعقابِ، ويُوجبُ انكساره ورجوعهُ إلى اللهِ، واستقالته عثرته، والاعتراف بعبوديتهِ وافتقارِه إلى ربِّه فهاهنا أربعة أمورٍ قدْ وقع التوسُّلُ بها: التوحيدُ، والتنزيهُ، والعبوديةُ، والاعترافُ.

{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.