مُرَكَّبُ النقْصِ قد يكونُ مُرَكَّبَ كمالٍ (4)
عائض بن عبد الله القرني
وفي الحديثِ: «منْ أصبح والآخرةُ همُّه، جمع اللهُ شمله، وجَعَلَ غناه في قلبِه، وأتتْه الدنيا وهي راغمةٌ، ومنْ أصبح والدنيا همُّه، فرَّق اللهُ عليهِ شمله، وجعلَ فَقْرَهُ بين عيْنَيْه، ولم يأتِه من الدنيا إلاَّ ما كٌتِب له». {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
ودِدتُ أنَّ عندي وصفةً سحريَّة ألقيها على همومك وغمومِك وأحزانِك، فإذا هي تلْقفُ ما يأفِكون، لكنْ مِنْ أين لي؟! ولكنْ سوف أخبرُك بوصفةٍ طبيَّةٍ منْ عيادةِ علماءِ الملَّةِ وروَّاد الشَّريعةِ، وهي: اعبدِ الخالق، وارض بالرزقِ، وسلّمْ بالقضاءِ، وازهدْ في الدُّنيا، وقصَّرِ الأمل.
عجبتُ العالِم نفسانٍّي شهيرٍ أمريكيٍّ، اسمُهُ (وليم جايمس)، هو أبو علِم النفسِ عندهم، يقولُ: إننا نحنُ البشرُ نفكِّرُ فيما لا نملكُ، ولا نشكرُ الله على ما نملكُ، وننظرُ إلى الجانبِ المأسويِّ المظلمِ في حياتِنا، ولا ننظرُ إلى الجانب المشْرقِ فيها، ونتحسَّرُ على ما ينقصُنا، ولا نسعدُ بما عندنا، {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}، « ».
وفي الحديثِ: « ». {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.