الإيمانُ طريقُ النجاةِ (2)
عائض بن عبد الله القرني
إنَّ المسلم لا يقدمُ على مثلِ هذهِ الأمورِ، مهما بلغتْ الحالُ. إنَّ ركعتين بوضوءٍ وخشوعٍ وخضوعٍ كفيلتان أنْ تُنهيا كلَّ هذا الغمِّ والكدرِ والهمِّ والإحباطِ، {وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
ذكرتْ جريدةُ (الشرق الأوسط) في عددها بتاريخ 21/ 4/ 1415هـ، نقلاً عنْ مذكراتِ عقيلةِ الرئيسِ الأمريكيِّ السابقِ (جورج بوش): أنَّها حاولتِ الانتحار أكثر منْ مرةٍ، وقادتِ السيارة إلى الهاويةِ تطلبُ الموت مظانَّهُ، وحاولتْ أنْ تختنق.
لقدْ حضر قزمانُ معركة أُحدٍ يقاتلُ فيها مع المسلمين فقاتلُ قتالاً شديداً. قال الناسُ: هنيئاً له الجنةُ. فقال صلى الله عليه وسلم: « « »، {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.
وهذا معنى قولِهِ سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}.
إنَّ المسلم لا يقدمُ على مثلِ هذهِ الأمورِ، مهما بلغتْ الحالُ. إنَّ ركعتين بوضوءٍ وخشوعٍ وخضوعٍ كفيلتان أنْ تُنهيا كلَّ هذا الغمِّ والكدرِ والهمِّ والإحباطِ، {وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}.
إنَّ القرآن يتساءلُ عنْ هذا العالمِ، وعنِ انحرافِه وضلالِه فيقولُ: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}؟! ما هو الذي يردُّهمْ عنِ الإيمانِ، وقدْ وضُحتِ المحجةُ، وقامتِ الحجةُ، وبان الدليلُ، وظهر الحقُّ، وسطع البرهانُ. {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}، يتبينُ لهمْ أنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم صادقٌ، وأنَّ الله إلهٌ يستحقُّ العبادة، وأنَّ الإسلام دينٌ كاملٌ يستحقُّ أنْ يعتنقه العالمُ، {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}.