التمكين
آية هذا الفهم الحقيقية الاستخلاف في قوله تعالى بعده {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ}، وتمكين الدين يتم بتمكينه في القلوب، كما يتم بتمكينه في تصريف الحياة وتدبيرها. فقد وعدهم الله إذن أن يستخلفهم في الأرض، وأن يجعل دينهم الذي ارتضى لهم هو الذي يهيمن على الأرض. ودينهم يأمر بالإصلاح، ويأمر بالعدل، ويأمر بالاستعلاء على شهوات الأرض.
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي -
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71]، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون؛ منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، وقف محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في بطن مكة، وعلى جبل الصفا يقول للناس إني نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديد، فكانت تلك الدعوة الجامعة حدًا فاصلًا في الكون كله، بين ماض مظلم ومستقبل مشرق، ووقفت الجاهلية ضد هذه الدعوة الجديدة عليها بكل قوتها، ودافعت عن آلهتها وقاتلت في سبيل ذلك قتال المستميت، وأجلبت على الداعي صلى الله عليه وسلم بخليها ورجلها، وجاءت بحدها وحديدها، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على دعوته ثبوتًا دونه ثبوت الراسيات لا يشينه أذى، ولا يلويه كيد، ولا يلتفت إلى إغراء.
وقال لعمه كلمته الخالدة: « » (ضعيف ضعفه الألباني في الضعيفة برقم [909]).
ومع أول يوم صدع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله تعالى، كان موقنًا أن الله تعالى سينصر هذا الدين وسيمكن لأهله، على رغم العوائق الضخمة التي تبدوا في الطريق.
وبعد ثلاثة عشر عامًا من بدء الدعوة في مكة، ذاق خلالها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون أشد أنواع العذاب، واختلفت عليهم صنوف الأذى، أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة. ومع بداية استقرار والمسلمين في المدينة بدأت المرحلة الأولى من مراحل التمكين، حيث أصبح للمسلمين دولة وأصبح لهم أنصار، وبدأت المواجهة المسلحة بين الحق والباطل، فكان انتصار بدر، ثم كان درس أحد، ثم كانت الأحزاب، حيث رمتهم العرب عن قوس واحدة، فكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يصبحون إلا فيه فقالوا: "ترون أنا نعيش حتى نكون آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله؟!" وقال رجل من الصحابة: "يا رسول الله أبَد الدهر نحن خائفون هكذا؟! أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلاح؟"، فنزل قول الله تعالى {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًۭا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًۭٔا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ} [النور:55] (لباب النقول في أسباب النزول الواحدي ص [188-189]).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الآية: "هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد. وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمنًا وحكمًا فيهم، وقد فعله تبارك وتعالى، وله الحمد والمنة، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها، وأخذ الجزية من مجوس هجر ومن بعض أطراف الشام، وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر وإسكندرية وهو المقوقس، وملوك عمان والنجاشي ملك الحبشة الذي تملك بعد أصحمة رحمه الله وأكرمه.
ثم لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم واختار الله له ما عنده من الكرامة، قام بالأمر بعده خليفته أبوبكر الصديق، فلمّ شعث ماوهى بعد موته صلى الله عليه وسلم وأخذ جزيرة العرب ومهدها، وبعث جيوش الإسلام إلى بلاد فارس صحبة خالد بن الوليد، ففتحوا طرفًا منها، وقتلوا خلقًا من أهلها. وجيشًا آخر صحبة أبي عبيدة ومن اتبعه من الأمراء إلى أرض الشام، وثالثًا: صحبة عمرو بن العاص إلى بلاد مصر.
ومنَّ الله على أهل الإسلام بأن ألهم الصديق أن يستخلف عمر الفاروق، فقام بالأمر بعده قيامًا تامًا، لم يدر الفلك بعد الأنبياء على مثله في قوة سيرته وكمال عدله. وتم في أيامه فتح البلاد الشامية بكمالها وديار مصر إلى آخرها وأكثر إقليم فارس، وكسر كسرى وأهانه غاية الهوان وتقهقر إلى أقصى مملكته، وقصر قيصر وانتزع يده عن بلاد الشام، وانحدر إلى القسطنطينية، وأنفق أموالهما في سبيل الله كما أخبر بذلك ووعد به رسول الله عليه من ربه أتم سلام وأزكى صلاة. ثم لما كانت الدولة العثمانية (عثمان بن عفان) امتدت المماليك الإسلامية إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها، وجبى الخراج من المشارق والمغارب إلى حضرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وذلك ببركة تلاوته ودراسته وجمعه الأمة على حفظ القرآن. ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « »، يقول ابن كثير: فها نحن نتقلب فيما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله" (تفسير ابن كثير [3/320-231]).
أيها المسلمون؛ هذا الاستخلاف هو الذي وعده الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وعدهم الله أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف المؤمنين الصالحين قبلهم ليحققوا النهج الذي أراده الله، ويقرروا العدل الذي أراده الله، ويسيروا بالبشرية خطوات في طريق الكمال المقدر لها يوم أنشأها الله.
آية هذا الفهم الحقيقية الاستخلاف في قوله تعالى بعده {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ}، وتمكين الدين يتم بتمكينه في القلوب، كما يتم بتمكينه في تصريف الحياة وتدبيرها. فقد وعدهم الله إذن أن يستخلفهم في الأرض، وأن يجعل دينهم الذي ارتضى لهم هو الذي يهيمن على الأرض. ودينهم يأمر بالإصلاح، ويأمر بالعدل، ويأمر بالاستعلاء على شهوات الأرض، ويأمر بعمارة هذه الأرض، والانتفاع بكل ما أودعها الله من ثروة، ومن رصيد، ومن طاقة، مع التوجه بكل نشاط إلى الله (في ظلال القرآن [4/2529]).
إنه لعجب عجاب؛ أن يكون المسلمون في خوف ورعب لا حد لهما، كما في غزوة الأحزاب والرسول صلى الله عليه وسلم يبشرهم بقصور صنعاء ومدائن كسرى، إنها الثقة بالله وبوعد الله.
وما دام أن المسلمين متمسكون بمنهج الله وسائرون عليه فلا بد من وجود التمكين لا بد من وجود العزة، نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. قال البراء بن عازب: "نزلت هذه الآية ونحن في خوف شديد، وهذه الآية كقوله تعالى {وَٱذْكُرُوٓا۟ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌۭ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى ٱلْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال:26].
وقوله {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ}، الآية كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم حين وفد عليه: « »، قال: "لم أعرفها ولكن قد سمعت بها"، قال: « »، قلت: "كسرى بن هرمز؟!"، قال: « »، قال عدي بن حاتم: "فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها" (تفسير ابن كثير [3/331-332]).
أيها المسلمون؛ إن المتصفح لتاريخ المسلمين على مدار العصور سيجد أن الله جعل التمكين سببه التمسك بالدين وتعاليمه. وما إن يترك المسلمون دينهم ويهملونه ويشتغلون بشهواتهم إلا فقد منهم التمكين وأصبحوا في الوراء. إن تلك المذبحة العظيمة التي حدثت في بغداد عام 656هـ، التي نفذها التتار ما هي إلا نتيجة لبعد المسلمين عن دينهم فقد انهارت الدولة العباسية نتيجة وجود انحرافات وبعد عن منهج الله. فدخل التتار بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وذبحوا الخليفة المعتصم بالله، وذبحوا المسلمين، وأحرقوا كتب أهل العلم التي كانت تعمر بها بغداد، وألقي معظمها في نهر دجلة، وكانت تضم أعظم تراث العالم في ماضيه وحاضره وقد أجمع المؤرخون على أن السبب في هذه النكبة هو الغفلة والترف، والاستهانة بتعاليم الإسلام وصدق الله العظيم إذ يقول {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍۢ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117] (واقعنا المعاصر لمحمد قطب ص[138]).
أيها المسلمون؛ إن ما يحدث اليوم من ذل واستضعاف للمسلمين في شتى بقاع الأرض سببه بعد المسلمين عن منهج الله. ولو عاد المسلمون إلى الله وإلى التمسك بشريعته لعاد لهم التمكين، ولتم لهم ما وعدهم الله به من تمكين واستخلاف في الأرض.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على عبده الذي اصطفى وعلى آله وأصحابه النجباء. أما بعد:
أيها المسلمون؛ لقد أصبحنا في زمن انحراف المسلمون عن دينهم أشد الانحراف سواء في التصور أو السلوك. لقد فسد مفهوم العقيدة، وانحصر في مجرد النطق بالشهادتين دون النظر إلى العمل، وتبع ذلك التواكل المقيت والسلبية والوهن والعجز، وفسد مفهوم العبادة الشامل، فانحصر في شعائر التعبد المحدودة.
وفسد كذلك مفهوم العمل الصالح، فانحصر في مجرد الركعات والتسبيحات والأوراد. وتخلف المسلمون كثيرًا في مجالات الحياة، بعد أن عجزوا عن الأخذ بأسباب التقدم. كما تقطعت أواصر الإخاء بين الأمة الإسلام فضعفت قوتهم، وذهبت هيبتهم (واقعنا المعاصر محمد قطب ص[9]، وما بعدها).
إننا يمكن أن نوجز في نقاط الأسباب التي أدت إلى زوال التمكين عن الأمة الإسلامية وهي:
1. انحراف كثير من المسلمين عن الفهم الصحيح للإسلام، وانصرافهم عن الدين كعقائد وأعمال إلى ألفاظ ومصطلحات.
2. إهمال كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخروج عن الإسلام في نظام الحياة.
3. تفرق المسلمين، واحتدام الخلافات السياسية والعصبية والدينية في صفوف الأمة الإسلامية.
4. ضعف القيادة الإسلامية -إن وجدت-، واستغلالها لتحقيق مصالح شخصية.
5. موت روح الجهاد، وضعف أدواته، وكذلك الخطأ في فهم الجهاد في سبيل الله.
6. التخلي عن الأخذ بأسباب القوة الحسية المادية.
7. تخلي الأمة الإسلامية عن القيام برسالتها حق القيام؛ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله.
8. إنتشار الأدواء الخلقية والاجتماعية.
9. تصدع بناء الفرد المسلم، والبيت المسلم والمجتمع المسلم.
أيها المسلمون؛ لن يعاد تمكين للمسلمين إلا بالعودة الصادقة إلى الله، وإلى منهج الله تعالى وهاكم مقومات هذا التمكين:
أول هذه المقومات الإيمان بالله تبارك وتعالى، وهو رأسها وبدونه لا قيمة لغيره {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًۭا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًۭٔا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ} [النور:55].
وثاني هذه المقومات العمل الصالح، وذلك بنص كلام الله تعالى، والعمل الصالح جنس يدخل تحته كل خير، وكل عمل يحبه الله ويرتضيه من صلاة وصيام وصدقة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر والجهاد، وغير ذلك.
ومن مقومات التمكين: العبادة، وهو المقوم الثالث وذلك حسب ترتيبها في آية النور قال جل وعلا {يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًۭٔا}، العبادة الحقة الخالصة من كل مظاهر الشرك وصوره.
وكذلك فإن من المقومات العلم، فمن المستحيل أن يمكن الله تعالى لأمة جاهلة متخلفة عن ركاب العلم أو لا تعير العلم أي اهتمام، وكذلك فإن من المقومات: الجهاد في سبيل الله، فإن بيضة الإسلام تحمى بالجهاد في سبيل الله، وهو مقوم أساسي من مقومات التمكين، بل إن الجهاد والتمكين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا فلا تمكين إلا بجهاد، فإذا صدق الجهاد كان التمكين بإذن الله.
ومن المقومات الأساسية للتمكين الدعوة إلى الله؛ لأن ما ذُكرت من مقومات التمكين لا سبيل للقيام به إلا عن طريق الدعوة.
وأخيرًا من مقومات التمكين الصبر، لأن كل مقوم من هذه المقومات يحتاج إلى صبر، فإذا توفرت في الأمة هذه المقومات مكَّن الله لها واستخلفها في الأرض.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين يا رب العالمين، وأذل الشرك والمشركين وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.