في حياتِك دقائقُ غاليةٌ (2)

عائض بن عبد الله القرني

ووضع أبو بكرٍ إصبعهُ في ثَقْبِ الغارِ ليحمي بها الرسول صلى الله عليه وسلم من العقربِ، فلُدغ، فقرأ عليها صلى الله عليه وسلم فبرئتْ بإذِن اللهِ.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

إنَّ الله يحبُّ المؤمنين الأقوياء الذين يتحدَّون أعداءهم بصبرٍ وجلادةٍ، فلا يهِنون، ولا يُصابون بالإحباطِ واليأسِ، ولا تنهارُ قواهُم، ولا يستكينون للذِّلَّةِ والضعْفِ والفشلِ، بل يصمُدون ويُواصلون ويُرابطون، وهي ضريبةُ إيمانِهم بربِّهم وبرسولِهمْ وبدينِهمْ «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ والضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ».

جُرحتْ أُصْبُعُ أبي بكرٍ رضي اللهُ عنهُ في ذاتِ اللهِ فقال: 

هلْ أنتِ إلا إصْبَعٌ دَمِيتِ 
وفي سبيلِ الله ما لقِيتِ

ووضع أبو بكرٍ إصبعهُ في ثَقْبِ الغارِ ليحمي بها الرسول صلى الله عليه وسلم من العقربِ، فلُدغ، فقرأ عليها صلى الله عليه وسلم فبرئتْ بإذِن اللهِ.

قال رجلٌ لعنترة: ما السِّرُّ في شجاعتِك، وأنك تغِلبُ الرِّجال؟ قال: ضعْ إصبعك في فمي، وخُذ إصبعي في فمك. فوضعها في فمِ عنترة، ووضَعَ عنترةُ إصبعه في فمِ الرَّجلِ، وكلٌّ عضَّ إصبع صاحبِه، فصاح الرجلُ من الألم، ولم يصبرْ فأخرجَ له عنترةُ إصبعه، وقال: بهذا غلبتُ الأبطال. أي بالصَّبرِ والاحتمالِ.