الأفعالُ الجميلةُ طريقُ السعادةِ
عائض بن عبد الله القرني
يقول ابنُ عباسٍ متحدِّثاً بنعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ: فيَّ ثلاثُ خصالٍ: ما نزل غيثٌ بأرضٍ، إلاَّ حمدتُ الله وسُررتُ بذلك، وليس لي فيها شاةٌ ولا بعيرٌ. ولا سمعتُ بقاضٍ عادلٍ، إلاَّ دعوتُ الله له، وليس عنده لي قضيَّةٌ. ولا عَرَفتُ آيةً منْ كتابِ اللهِ، إلاَّ ودِدتُ أنَّ الناس يعرفون منها ما أعرفُ.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
رأيتُ في أوّلِ ديوانِ حاتمٍ الطّائيِّ كلمةً جميلةً لهُ، يقولُ فيها: إذا كان تركُ الشَّرِّ يكفيك، فدَعْهُ.
ومعناهُ: إذا كان يسع السُّكوتُ عنِ الشَّرِّ واجتنابُه، فحسبُه بذلك {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}، {وَدَعْ أَذَاهُمْ}.
محبَّةُ للناسِ موهبةٌ ربَّانيَّةٌ، وعطاءٌ مباركٌ من الفتَّاحِ العليمِ.
يقول ابنُ عباسٍ متحدِّثاً بنعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ: فيَّ ثلاثُ خصالٍ: ما نزل غيثٌ بأرضٍ، إلاَّ حمدتُ الله وسُررتُ بذلك، وليس لي فيها شاةٌ ولا بعيرٌ. ولا سمعتُ بقاضٍ عادلٍ، إلاَّ دعوتُ الله له، وليس عنده لي قضيَّةٌ. ولا عَرَفتُ آيةً منْ كتابِ اللهِ، إلاَّ ودِدتُ أنَّ الناس يعرفون منها ما أعرفُ.
إنه حُبُّ الخيرِ للناسِ، وإشاعةُ الفضيلةِ بينهمْ وسلامةُ الصَّدرِ لهمْ، والنَّصْحُ كلُّ النصحِ للخليقةِ.
- يقولُ الشاعرُ :
فلا نزلتْ علىَّ ولا بأرضي *** سحائِبُ ليس تنْتَظِمُ البلادا
المعنى: إذا لم تكنِ الغمامةُ عامَّةً، والغيْثُ عامّاً في الناسٍ، فلا أريدُها أنْ تكون خاصَّةً بي، فلستُ أنانيّاً {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}
ألا يُشجيك قوْلُ حاتمٍ، وهو يتحدَّثُ عنْ رُوحِه الفيَّاضةِ، وعن خلقِهِ الجمِّ:
أما والذي لا يعلمُ الغيب غيرُهُ *** ويُحْيي العِظام البيض وهْي رميمُ
لقدْ كنتُ أطوِي البطن والزَّادُ يُشتهى *** مخافة يومٍ أن يُقالَ لئيمُ