اكْسبِ الناس

عائض بن عبد الله القرني

إنَّ منْ العواملِ القويةِ في جلْبِ أرواحِ الناسِ إليك: الرِّفقُ؛ ولذلك يقولُ صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرِّفقُ في شيءٍ إلا زانه، وما نُزع منْ شيءٍ إلا شانهُ».

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

ومنْ سعادةِ العبدِ قُدرتُه على كسْبِ الناس، واستجلاب محبَّتِهم وعطفِهم، قال إبراهيمُ عليه السلامُ: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}، قال المفسرون: الثّناءُ الحسنُ.

وقال سبحانه وتعالى عنْ موسى:
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}. قال بعضُهم: ما رآك أحدٌ إلا أحبَّك.
وفي الحديثِ الصحيحِ: «أنتم شهداءُ اللهِ في الأرض». وألسنةُ الخلْقِ أقلامُ الحقِّ.

وصحَّ: «أن جبريل يُنادي في أهلِ السماءِ: إنَّ يحبُّ فلاناً فأحبُّوه، فيُحبُّهُ أهلُ السماءِ، ويُوضعُ له القبُول في الأرضِ».
ومنْ أسبابِ الودِّ: بسْطةُ الوجهِ ولِينُ الكلامِ وسَعَةُ الخُلقُ. 

إنَّ منْ العواملِ القويةِ في جلْبِ أرواحِ الناسِ إليك: الرِّفقُ؛ ولذلك يقولُ صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرِّفقُ في شيءٍ إلا زانه، وما نُزع منْ شيءٍ إلا شانهُ».
ويقول: «من يُحرم الرفق، يُحرم الخير كلّه».
قال أحد الحكماء: الرفق يُخرج الحيَّة من جُحْرها.
قال الغربيُّون: اجْنِ العسل، ولا تَكْسِرِ الخلِيَّة.

وفي الحديثِ الصحيحِ: «المؤمُن كالنَّحْلةِ تأكلُ طيِّباً، وتضعُ طيّباً، وإذا وقعتْ على عودٍ، لم تكسِرْهُ».