بين الشجاعة والتهور
أبو الهيثم محمد درويش
يرفع صوته في وجه أبيه ويظنها شجاعة! يتحرش بفتاة أو يرمي لها رقمه، أو يتصل بها هاتفيًا ليوقعها في حباله.. ويظنها رجولة! يعكر صفو شارعه بصوته المرتفع ويظنها حرية.. يحدث من هم أكبر منه بطريقة جريئة خالية من احترام وتوقير الكبير، ويراها بطولة ورجولة.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
يرفع صوته في وجه أبيه ويظنها شجاعة!
يتحرش بفتاة أو يرمي لها رقمه، أو يتصل بها هاتفيًا ليوقعها في حباله.. ويظنها رجولة!
يعكر صفو شارعه بصوته المرتفع ويظنها حرية..
يحدث من هم أكبر منه بطريقة جريئة خالية من احترام وتوقير الكبير، ويراها بطولة ورجولة.
فقد كبر الفتى..
تمشي تتبختر في شوارع المسلمين وقد تزينت وتعطرت، وتحد النظر في عين هذا وذاك.. وتظنها حرية وشجاعة..!
فتاة تسمح له بالاسترسال معها في الكلام، معتقدة أنها متماسكة وشجاعة، ولن يصل إلى ما يريد..
يسيئ إلى الدعوة بأفعاله المتسرعة، وتهوره في الكلام، وإطلاق الأحكام، ويراها بطولة وشجاعة وإقدام..
وغيرها من النماذج الشاذة التي تعيش بيننا.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع (الروح): "الشَّجَاعَة من القلب: وهي ثباته واستقراره عند المخاوف، وهو خلق يتولد من الصبر وحسن الظن، فإنَّه متى ظن الظفر وساعده الصبر ثبت، كما أنَّ الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر، فلا يظن الظفر ولا يساعده الصبر..
وأما الجرأة: فهي إقدام، سببه قلة المبالاة، وعدم النظر في العاقبة، بل تقدم النفس في غير موضع الإقدام معرضة عن ملاحظة العارض، فإمَّا عليها، وإمَّا لها" (الروح لابن القيم، ص:237).
فلتبادر بمراجعة نفسك وتزن تصرفاتك..
هل أنت شجاع أم متهور؟!