(2) خيرية الأمة الإسلامية
راغب السرجاني صلاح الدين سلطان
الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس بنص القرآن الكريم {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}...
وهنا تخليص للحلقة الثانية
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
بسم الله الرحمن الرحيم
د. راغب:
الله سبحانه وتعالى أنعم على الأرض بوجود هذه الأمة. وجعلها رائدة وسابقة لغيرها، وهي تحمل على أكتافها مهمة الوصول بالخير للعالم أجمع.
د. صلاح:
هي أمة التوحيد، التوحيد الذي يؤدي إلى الوحدة، فالناس إذا صحّ إيمانها وصحّ حبها لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، سيكون هذا الحب بين المؤمنين قويًا جدًا. فهي أمة الوحدانية وأمة الوحدة.
وهي أمة رسالية، لأنها مسؤولة عن هداية العالم كله وتبليغ الرسالة وعن إصلاح العالم كله.
وهي أمة حضارية، لأن الله عزّ وجلّ استعمرنا في هذه الأرض، وجعلنا عُمَارًا لهذه الأرض.
د. راغب:
يزول الإحباط نتيجة الفجوة الكبرى بين أمة الإسلام وغيرها من الأمم، عندما نشعر أننا لدينا الأمر المميز لأمة الإسلام وهو أنها أمة التوحيد، في حين أن هناك بلايين يعبدون البقر والبشر والحجر!
د. صلاح:
علينا العيش بالشعور الرسالي، لصناعة العلماء ليحملوا راية التوحيد للعالم كله.
د. راغب:
غير المسلمين سيتعلقون برقبة المسلمين يوم القيامة، {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء من الآية:15]، وبما أنه ما من رسول بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فمن يحمل هذه المهمة، مهمة توصيل الرسالة، غير أمته.
وهنا نحن لا نقصد التقليل مما وصل إليه الغرب من تقدم في المجالات الأخرى، لكن نريد أن نضع الأولويات ونقول إن أهم ما يميز هذه الأمة بحيث لو تخلت عن هذا الدور المميز ضاعت خيرية الأمة كلها، وهو {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران من الآية:110].
وكذلك الوحدة بين المسلمين وأن تحب إنسانًا لا تحبه إلا في الله، وأن تشعر بالأخوة الحقيقية دون مصالح شخصية، هذا الأمر لن تشهد لأمة على وجه الأرض بهذا غير أمة الإسلام.
إن التوحيد والوحدة من أهم السمات التي تتميز الأمة الإسلامية بها، ولو فقدت هذه السمات أو فقدت الشعور بهذه السمات لضاعت الأمة.
د. صلاح:
إن هناك روح من الأمل كبيرة جدًا، صحيح أن هناك بينا تمزق سياسي واجتماعي وأمراض مجتمعية لا ننكرها، لكن ما نحن بحاجة إليه هو تضافر دور النخبة من الأئمة والعلماء مع عموم الأمة، وهذا ما نريد أن نصل إليه معًا.
د. راغب:
إن معايير الجودة للأمة الصالحة هي صفات أمة الإسلام، معايير الجودة في السياسة أو التعامل بين الناس أو الاقتصاد أو الأخلاق... في كل جزئية مهما دقت ستجد المعيار لها هو أمة الإسلام، ومن خلال معايير الجودة التي وضعها ربنا سبحانه وتعالى ستستطيع أمة الإسلام أن تُقَيِّم بقية الأمم يوم القيامة وتشهد على غيرها من الأمم.
د. صلاح:
نحن نفكر في صناعة علماء يكونوا قد أُخرِجوا للناس ويتحملون معنى الرسالة، ويكونوا النموذج والمثال في ما هو أوسع من القطعة الصغيرة التي تسمى الدنيا.
د. راغب:
إن قضية صناعة العلماء ليست قضية نفع أمة من الأمم، إنما هي نفع الأرض.
لسماع هذه الحلقة: خيرية الأمة الإسلامية