شــرور مـــن الإعــلام تهــجم على أبناء الإسلام
ملفات متنوعة
انتشر في الآونة الأخيرة خروج كثير من الدعاة على شاشات الفضائيات
يهرفون بما لا يعرفون ويطلقون بألسنتهم فتاوى ذات البلاوى وللأسف
الشديد تــفـــرد لهم الساعات الطوال بدعوى حرية التعبير وعرض الرأي
والرأي الآخر.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
انتشر في الآونة الأخيرة خروج كثير من الدعاة على شاشات الفضائيات يهرفون بما لا يعرفون ويطلقون بألسنتهم فتاوى ذات البلاوى وللأسف الشديد تــفـــرد لهم الساعات الطوال بدعوى حرية التعبير وعرض الرأي والرأي الآخر.
ففي الوقت الذي نؤمن فيه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له».
قلت: لا شك أنّ مس الرجل للمرأة الأجنبية من أسباب الفتنة وثوران الشهوات والوقوع في الحرام، إلاّ أنّنا فوجئنا ببرنامج عبر فضائية مـــا يستضيفون رجلا جاوز السبعين من عمره ويطلقون عليه "المفكر الإسلامي" ليخرج علينا بفتوى.. "عفوا أقصد ببلوى جديدة" يـبـيح فيها للشباب والفتيات غير المتزوجين تبادل القبلات نظرا أنّها على حد زعمه تندرج تحت إطار الذنوب الصغرى التي تمحوها الحسنات ويستدل هذا المخرف بالآية الكريمة {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [سورة البقرة: من الآية 286]، ويقول: "ليس كل محرم من الضروري أن لا يفعله الإنسان وطالما أنّ النية سليمة والقلب نظيف فلا بأس". أ.هـ
قلت: لا أدري أين ذهب عقل الرجل وهو يقول لا بأس بهذا طالما أنّ النية سليمة والقلب نظيف أولا يعلم أنّ صاحب أطهر قلب وأعــف نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمس امــرأة أجنبية قط، حتى في بيعة النساء لم يبايعهن كفا بكف كالرجال وإنّما بايعهن كلاما كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية فيقول الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة الممتحنة: 12].قــالت عائشة رضي الله عنها فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم «قد بايعتك» كلاما ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما يبايعهن إلا بقوله «قد بايعتك على ذلك»" [رواه البخاري].
قلت: هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم فمن أين تستدل يا من تجاوزت السبعين من عمرك بقولك هذا.
الطامة الثانية:
فوجئنا بداعية من الدعاة يجلس على الهواء مباشرة يــعزف على آلة موسيقية وبجواره مغنية ويقول مبتدئا الحلقة: "أعجب من هؤلاء الدعاة المتشددين الذين ضيقوا على النّاس كل شيء كيف يحرمون الموسيقى تحريما مطلقا". ويقول هذا المفتون بنفسه: "أنا لا أتصور حياتي دون سماع موسيقى، فأنا عندما أكون متعب الأعصاب أذهب لحجرتي الخاصة وأستمع لكوكب الشرق الست الفاضلة أم كلثوم فبصوتها وفصاحة لسانها تهدئ أعصابي". أ.هــ
قلت: أعجب من كلامك أيّها الرجل كيف تهدئ النفس بالموسيقى وهي في الأصل إتلاف للقلب وإشغال للنفوس عن الحق واثبات للنفاق في القلب.
قــال شيخنا العلامة بن باز رحمه الله: "الموسيقى وغيرها من آلات اللهو كلها شر وبلاء، ولكنها مما يزين الشيطان التلذذ والدعوة إليه حتى يشغل النفوس عن الحق بالباطل وحتى يلهيها عما أحب الله إلى ما كره الله وحرم.. فالموسيقى والعود وسائر أنواع الملاهي كلها منكر ولا يجوز الاستماع إليها وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف»". أ.هــ
الطامة الثالثة:
في الوقت الذي نتعلم فيه من مشايخنا الأجلاء أنّ شد الرحال لا يكون إلاّ لثلاث مساجد كما أمرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا بنا نفاجئ برجل ممن يشار إليه بالبنان يقيم مخيما في ضريح من الأضرحة ويذبح هناك الذبائح ويدرس في النّاس وتنتقل إليه وسائل الإعلام ـ المرئية ـ المسموعة ـ المقروءة ـ.. فينقلون هذه الصورة عبر قنواتهم إلى الأمة كلها.
والعجيب في هذا الأمر أنّك لو استوقفت أحد هؤلاء الدعاة ممّن يقيمون هذه المخيمات يقول: "نحن نأتي هنا كل عام لنلتقي بإخواننا الذين أتو من كل مكان لنشارك في هذه الاحتفالية العظيمة ونحن لا نطوف حول الضريح.. والذبائح التي نذبحها ليس لصاحب الضريح بل لإطعام الفقراء والمساكين".
هذه الطوام التي ألقيت عليها الضوء قليل من فيض كثير فهناك من الطوام الكثير والكثير .. لذا فإنّني أقول: إنّ أمر الفتاوى والأحاديث الدينية في وسائل الإعلام والتي تصل إلى كل ديار المسلمين أمر جلل خطير ـ لا ينبغي بحال أن يترك دون إشراف مباشر من مشايخنا الأجلاء وإلاّ فالأمة في خــطر، والخطر هنا لا ينحصر في بلدة معينة بل في أرجاء الدنيا كلها عبر الفضائيات والشبكة العنكبوتية.
ولا شك ولا ريب أنّ المتابعين لهذه الفضائيات في شتى الأصقاع تختلف درجاتهم العلمية، فنخشى على من لم يؤتى البصيرة من دينه أن ينجرف في تيار هذه الفتاوى التي تخرج من دعاة لا يرقبون في المؤمنين إلا ولا ذمة.
لأجل هذا فإنّني أتوجه بنداء لرواد الإعلام الديني أن يتقو الله في المسلمين وأن يشكلو لقنواتهم لجنة علمية منتقاة من كبار مشايخنا الأجلاء ـ وأن لا يفتحوا أمر الفتاوى على مصراعيه، بل تـنـتـقي اللجنة العلمية علماء لهذا الأمر متخصصون في هذا المجال.. فكما لا يخفاكم ليس كل من صعد المنبر ليخطب في النّاس أو دخل المحراب ليؤم المسلمين يصلح أن يفتي.. فالفتوى توقيع عن رب العالمين.
ملاحظة: بخصوص ما ذكرته آنفا أنّه ينبغي للقائمين على القنوات الفضائية أن يشكلو لجنة علمية لقنواتهم فلا يحسبن أحد من القراء أنّ هذا أمر ليس بواقع.. فقد يسر الله تعالى للمهندس وسام عبد الوارث رئيس مجلس إدارة قناة الحكمة منذ بداية القناة بتشكيل لجنة علمية مكونة من فضيلة الشيخ محمد حسان وفضيلة الشيخ محمد يعقوب ويرأس هذه اللجنة سماحة العلامة المحدث الشيخ أبي إسحاق الحويني.
كتبه أ: عمر الحنبلي "مـقدم
بــرامج"
[email protected]
المصدر: منقول