منْ فوائدِ المصائبِ
عائض بن عبد الله القرني
استخرجُ مكنونِ عبوديةِ الدعاءِ، قال أحدُهم: سبحان منِ استخرج الدعاء بالبلاءِ. وذكَرُوا في الأثرِ: أنَّ الله ابتلى عبداً صالحاً منْ عبادِهِ، وقال لملائكتِه: لأسمع صوتهُ. يعني: بالدعاءِ والإلحْاحِ.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- منْ فوائدِ المصائبِ: استخرجُ مكنونِ عبوديةِ الدعاءِ، قال أحدُهم: سبحان منِ استخرج الدعاء بالبلاءِ. وذكَرُوا في الأثرِ: أنَّ الله ابتلى عبداً صالحاً منْ عبادِهِ، وقال لملائكتِه: لأسمع صوتهُ. يعني: بالدعاءِ والإلحْاحِ.
- ومنها: كَسْرُ جماحِ النفسِ وغيِّها؛ لأنَّ الله يقول: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى . أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}.
- ومنها: عطفُ الناسِ وحبُّهم ودعاؤُهم للمصابِ، فإنَّ الناس يتضامنون ويتعاطفون مع منْ أُصيب ومنِ ابتُلي.
- ومنها: صرْفُ ما هو أعظمُ منْ تلك المصيبةِ، فغنها صغيرةٌ بالنسبةِ لأكبر منها، ثمَّ هي كفَّارةٌ للذنوبِ والخطايا، وأجرٌ عند اللهِ ومثوبةٌ. فإذا عَلِمَ العبدُ أنَّ هذه ثمارُ المصيبةِ أنس بها وارتاح، ولم ينزعجْ ويَقْنطْ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
- العلم هُدى وشِفاءٌ: ذَكَرَ ابنُ حزمٍ في (مُداواة النفوس) أنَّ منْ فوائدِ العلمِ: نَفْيَ الوسواسِ عن النَّفْسِ، وطرْدَ الهمومِ والغمومِ والأحزانِ.
وهذا كلامٌ صحيحٌ خاصَّةً لمنْ أحبَّ العِلْم وشغف به وزاولهُ، وعمل به وظهر عليه نفْعُه وأثرُه.
فعلى طالبِ العلمِ أن يوزِّع وقته، فوقتٌ للحفْظِ والتكرارِ والإعادةِ، ووقتٌ للمطالعةِ العامَّةِ، ووقتٌ للاستنباطِ، ووقتٌ للجَمْعِ والتَّرتيبِ، ووقتٌ للتأمُّلِ والتدبُّرِ.
فكُنْ رجُلاً رِجْلُه في الثَّرى *** وهامةُ هِمَّتِهِ في الثُّريَّا