(6) أقسام الإحْسَان
الإحسان في عبادة الله: فيتضمن الإحْسَان في الإتيان بالواجبات الظَّاهرة والباطنة، وذلك بالإتيان بها على وجه كمال واجباتها، فهذا القَدْر مِن الإحْسَان فيها واجبٌ، وأمَّا الإحْسَان فيها بإكمال مستحبَّاتها فليس بواجب.. والإحْسَان في ترك المحرَّمات: الانتهاء عنها، وترك ظاهرها وباطنها.
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
الإحْسَان ينقسم إلى قسمين: (إحسان في عبادة الله، وإحْسَان إلى عباد الله)، وكل قسم منهما ينقسم إلى واجب ومستحب.
فأما الإحسان في عبادة الله: فيتضمن الإحْسَان في الإتيان بالواجبات الظَّاهرة والباطنة، وذلك بالإتيان بها على وجه كمال واجباتها، فهذا القَدْر مِن الإحْسَان فيها واجبٌ، وأمَّا الإحْسَان فيها بإكمال مستحبَّاتها فليس بواجب.
والإحْسَان في ترك المحرَّمات: الانتهاء عنها، وترك ظاهرها وباطنها، كما قال تعالى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام:120]، فهذا القدر مِن الإحْسَان فيها واجبٌ، وأمَّا الإحْسَان في الصَّبر على المقدورات، فأن يأتي بالصَّبر عليها على وجهه مِن غير تسخُّط ولا جزع (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/382).
وأما الإحسان إلى عباد الله فالواجب منه: هو الإنصاف، والقيام بما يجب عليك للخلق بحسب ما توجَّه عليك مِن الحقوق، بأن تقوم بحقوقهم الواجبة، كالقيام ببرِّ الوالدين، وصلة الأرحام، والإنصاف في جميع المعاملات، بإعطاء جميع ما عليك مِن الحقوق كما أنَّك تأخذ مالك وافيًا، قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النِّساء:36]، فأمر بالإحْسَان إلى جميع هؤلاء (بهجة قلوب الأبرار للسعدي ص:204).
وقال ابن رجب: "والإحْسَان الواجب في معاملة الخَلْق ومعاشرتهم: القيام بما أوجب الله مِن حقوق ذلك كلِّه، والإحْسَان الواجب في ولاية الخَلْق وسياستهم، القيام بواجبات الولاية كلِّها" (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/382-383)، وأما المستحب منه فهو: "القَدْرُ الزَّائد على الواجب في ذلك كلِّه" (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/382-383).
ومثال ذلك: بذل نفع بدنيٍّ، أو ماليٍّ، أو علميٍّ، أو توجيه لخير دينيٍّ، أو مصلحة دنيويَّة، فكلُّ معروف صَدَقة، وكلُّ ما أدخل السُّرور على الخَلْق صَدَقة وإحسان، وكلُّ ما أزال عنهم ما يكرهون، ودفع عنهم ما لا يرتضون مِن قليل أو كثير، فهو صَدَقة وإحسان (بهجة قلوب الأبرار للسعدي ص:205).