أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر
يا أسماء اقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك.
- التصنيفات: سير الصحابة -
أسماء بنت عميس هي أسماء بنت عميس بن معد ، تنتهي إلى خثعم الخثعمية، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث، تزوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد بمؤتة تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا، ثم توفي عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى أم المحمدين، وكانت تخدم فاطمة إلى أن توفيت، وهي أخت ميمونة أم المؤمنين.
إسلام أسماء بنت عميس
أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أسماء بنت عميس
عن أسماء بنت عميس قالت: "كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده قرى إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه، ثم ناوله عائشة فاستحيت منه، فقلت: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك، فقلت: لا نشتهيه, فقال: « ». فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبًا؟! فقال: « ».
ملامح من شخصية أسماء بنت عميس
ابتكارها وإبداعها
عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها قالت يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي.
من مواقف أسماء بنت عميس مع الرسول الكريم
عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة إذ قال: « »، وقال: « ».
وعن أسماء قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء، قال: « »، فقمنا نبكي ورجع فقال: « ».
قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي.
روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب؛ فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال: « ؟» قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال؛ فأنزل الله هذه الآية: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} [الأحزاب من الآية:35].
بين أسماء بنت عميس وصحابة النبي الكريم
أسماء بنت عميس مع أبي بكر
دخل نفر من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ، فرآهم فكره ذلك، ثم ذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: « ».
أسماء بنت عميس مع علي
قال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها، محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أبي خير من أبيك، فقال علي: يا أسماء اقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إنَّ ثلاثة أنت أخسهم لخيار.
أسماء بنت عميس مع عمر بن الخطاب
عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة، فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته فقال: « ».
أسماء بنت عميس مع أم المؤمنين عائشة
قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس علي دينار وثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرًا حتى رزقني الله رزقًا ما هو بصدقة تصدق بها علي و لا ميراث ورثته فقضاه الله عني و قسمت في أهلي قسما حسنا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق و فضل لنا فضل حسن.
بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم
عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».
عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء؛ فذكر أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « ».
عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».
وفاة أسماء بنت عميس:
توفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل: بعد الستين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:الوافي بالوفيات - الطبقات الكبرى - الدرُّ المنثور - سير أعلام النبلاء - تفسير الطبري - تفسير البغوي - صحيح مسلم - المستدرك.