حُسْنُ الظَّنِّ باللهِ لا يخيبُ

عائض بن عبد الله القرني

إنَّ الرجاء مادَّةُ الصبرِ، والمُعينُ عليه. فكذلك عِلَّةُ الرجاءِ ومادَّتهُ، حُسْنُ الظَّنِّ باللهِ، الذي لا يجوزُ أن يخيب.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -
  • حُسْنُ الظَّنِّ باللهِ لا يخيبُ: «أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء».
    لبعضِ الكُتّابِ: إنَّ الرجاء مادَّةُ الصبرِ، والمُعينُ عليه. فكذلك عِلَّةُ الرجاءِ ومادَّتهُ، حُسْنُ الظَّنِّ باللهِ، الذي لا يجوزُ أن يخيب، فإنَّا قد نستقري الكرماء، فنجدُهم يرفعون منْ أحسن ظنَّهُ بهمْ، ويتحوَّبُون منْ تخيّب أملُه فيهمْ، ويتحرَّ جون مِنْ قصدَهم، فكيف بأكرمِ الأكرمين، الذي لا يعوزُه أنْ يمنح مؤمِّليه، ما يزيدُ على أمانيِّهم فيه.

    وأعدلُ الشواهدِ بمحبَّةِ الله جلَّ ذِكْرُه، لتمسُّكِ عبدِه برحابهِ، وانتظارُ الرَّوحِ منْ ظلِّهِ ومآبِه، أنَّ الإنسان لا يأتيه الفَرَجَ، ولا تُدركُه النجاةُ، إلا بعد إخفاقِ أملهِ في كلِّ ما كان يتوجِّه نحوه بأملِه ورغبتِه، وعند انغلاقِ مطالبِهِ، وعَجْزِ حيلتِه، وتناهي ضَرِّهِ ومحنتِه، ليكون ذلك باعثاً له على صَرْفِ رجائِهِ أبداً إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وزاجراً له على تجاوز حُسْنِ ظنِّه به
    {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.