تحية واجبة للثوار وللشعب المصري الذي أسقط السيسي ومشروعه

عامر عبد المنعم

لله الحمد والشكر، فهو صاحب الفضل، والنصر من عنده وحده سبحانه، وبعد شكر الله تعالى فإن الشباب المصري الثائر يستحق التحية على صموده الأسطوري منذ 11 شهرًا وحتى الآن، لكي يُغيِّر اتجاه الرأي العام إلى هذه النتيجة المبهرة التي رأيناها في اليومين الماضيين، والمقاطعة شبه التامة للانتخابات مما أسقط خارطة 3 يوليو وأسقط مشروع المشير السيسي وأنهى حلمه في أن يكون رئيسًا.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

لله الحمد والشكر، فهو صاحب الفضل، والنصر من عنده وحده سبحانه، وبعد شكر الله تعالى فإن الشباب المصري الثائر يستحق التحية على صموده الأسطوري منذ 11 شهرًا وحتى الآن، لكي يُغيِّر اتجاه الرأي العام إلى هذه النتيجة المبهرة التي رأيناها في اليومين الماضيين، والمقاطعة شبه التامة للانتخابات مما أسقط خارطة 3 يوليو وأسقط مشروع المشير السيسي وأنهى حلمه في أن يكون رئيسًا.

هؤلاء الثائرون هم أصحاب النصر الذي ندعو الله أن يكتمل، وضربوا لنا المثل في البطولة والتضحية بصمودهم في الشوارع وتقديم الشهداء وآلاف المصابين وعشرات الآلاف من المعتقلين.

فهذا الجهاد هو الذي جعل الشعب ينحاز للحق في هذه الضربة القاضية للسلطة الانقلابية وإسقاطها بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة، وعلى رؤوس الأشهاد.

يا سبحان الله! الفضائيات التي استخدمها المشير السيسي في تضليل الأمة وتحويل المجني عليه إلى جاني وتحويل القاتل إلى ضحية هِيَ هِيَ التي تنقل فضيحة السقوط المدوي للدنيا كلها.

لقد نصبوا الكاميرات في كل المدن والقرى لنقل العرس وتتويج السيسي فإذا بالدنيا ترى الزلزال وانهيار اللعبة التي حمتها الدبابات وحرسها الغرب بحكوماته وأمواله وإعلامه.

هذا الزلزال نتيجة جهد على الأرض من الثوار الذين رفضوا الاستسلام، وقدَّموا أروع البطولات في زمن ظن البعض أنه زمن الرقص والارتداد عن الدين والتخلي عن الثوابت الوطنية وعبادة أمريكا وإسرائيل.

لقد خرج شباب مصر وشيوخها بصدورهم العارية يتلقون الرصاص، فارتقى منهم آلاف الشهداء، وقدم العشرات عيونهم من أجل دينهم ووطنهم وأمتهم ووقفوا بكل بإصرارٍ أمام قذائف الخرطوش العمياء في نوعٍ جديدٍ من السلوك المقاوم لا تعرفه البشرية هذه الأيام، وامتلأت السجون بعشرات الآلاف من خيرة أبناء مصر، من الشباب والفتيات.

هذا الجيل الثائر زادته المحنة نُضجًا فتحوَّل إلى طوفان هادر لن تقف أمامه أي قوة حتى لو كانت تتسلَّح بالدبابات، وأتعجَّب من الذين ما زالوا يتحدثون عن ثورة يناير ولا يرون هذه الثورة التي تجاوزت كل الثورات في طيفها الواسع وهويتها الواضحة، والجيل الذي أصبح أقوي من الفولاذ، الذي لم ينكسر أمام أكبر قوة انقلابية مدعومة من أمريكا والغرب وإسرائيل.

نعم انهارت خارطة السيسي، وما يحدث من محاولاتٍ للاستمرار مجردَّ حلاوة روح، وهم شعروا بالزلزال أكثر من الكثير مِنَّا، ففقدوا صوابهم وتخبطوا وسنرى ما يسرّ الشعب الصابر بإذن الله.

أنا هنا أتحدَّث عن دلالة ما حدث وهو سقوط خارطة الطريق وفشل اللعبة، بعد التغير الشعبي الذي جاء نتيجة جهد الثوار الذين هم بمثابة الجهاز العصبي للشعب المصري، واستطاعوا بصبرهم أن يقضوا على أسطورة السيسي الوهمية الذي قام بانقلاب داخل الانقلاب، ليضمن الاستمرار فجاءته الضربة القاضية الساحقة من المصريين الذين ظل طوال الوقت يكذب باسمهم.

لقد انتهى التفويض، وانتهى الاستدعاء الكاذب.

الآن ليس أمام المشير السيسي إلا الانسحاب من المشهد وإعلان التنحي.

فتحية للشهداء..

وتحية للمعتقلين..

وتحية للمصابين..

وتحية للأُسر الصابرة..

وتحية للثائرين..

وتحية للثوار الذين يواصلون طريقهم حتى استرداد مصر من العصابة التي تحارب شعبها وأُمَّتها ودينها وفعلت ما لم يفعله الاستعمار وما لم تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين.

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام