الشِّيعَةُ بَيْنَ الدَّجْلِ وَالشَّعْبَذَةِ

ياسر منير

  • التصنيفات: مذاهب باطلة - قضايا إسلامية معاصرة -

جَلَسَ الشَّيْخُ الإِمَامُ، وَقَدْ مَهَّدَ تَوَاضُعَهُ لَهُ أَكْنَافَ الْعَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: الحمد لله ذي العِزّة والجلال، والطّول والإنعام، أحمده سبحانه على توالي مِننه، حمدًا يبلغ رضاه، ويوافي نعمه ويكافئ مزيده. وأصلّي وأسلّم على خير خلق الله، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى إخوانه المصطفَين الأخيار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وعلى كلّ من سلك سبيله وسبيلهم إلى يوم الدين.

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: حَيَّاك الله يا شيخنا المِفْضَال. ما حديثك اليوم يا شيْخَنَا الوقور؟

الشَّيْخُ الْإِمَامُ: حديثي اليوم عن فِرْيَةٍ صَلْعَاءَ أَلْقى الشيعةُ بها بين أكتاف أهل السُّنَّةِ، وهي الدعوة للتقارب بين أهل السنة والشيعة؛ ذلك أنّ واضعي أسس الدين الشيعي لم يتركوا في أصولهم وسيلة لهذا التقريب بعد أن أقاموه على دعائم منافية ومُنَافِرة لما جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم من خير لهذه الأمة.

وإذا كان الأمر كما قالت العرب: "ليس مَنْ رَأَى كَمَنْ سَمِعَ"، فإنّ هذه المثل السائر يُحَاكِي طائفة من السنة التي حاولت إحداث التقارب مع الشيعة، فمثلًا:

1- الدكتور محمد البهي، كان من المؤيدين لدار التقريب، وبعد أن تبيَّن له حقيقة الدار والدعوة القائمة بها قال: "وفي القاهرة قامت حركة تقريب بين المذاهب.. وبدلًا من أن تُركِّز نشاطها على الدعوة إلى ما دعا إليه القرآن؛ ركَّزت نشاطها إلى إحياء ما للشيعة من فِقهٍ وأصول وتفسير!" (انظر: الفكر الإسلامي والمجتمعات المعاصرة، ص: [439]).

2- الشيخ علي الطنطاوي في كتابه (انظر: ذكريات: [7/132]) يذكر أنه زار محمد القمي الإيراني الذي أسَّس دار التقريب، وأنه هاجم القمي؛ لأنه في الحقيقة داعية للتشيُّع وليس التقريب.

3 - الشيخ محمد رشيد رضا حاول المراسلة مع علماء الشيعة فلم يجد منهم إلا الإصرار على عقائدهم الباطلة ومحاولة نشرها بين أهل السنة (انظر: مجلة المنار: [31/291]).

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: هَلَّا بَسَطت الحديث عن الشيعة حتى نتعرَّف عليهم؛ فنأمَن شرهم، والعلم مشكاة في دياجير الدُّجى؟

قال الشَّيْخُ الْإِمَامُ: هذا أمر يحتاج إلى أسفارٍ يَنُوءُ بها كاهل مَنْ أراد حملها، لكن ندرك من القول ما يستكنه حقيقة الشيعة ومكرها الخفي بالأمة.

ثم استقبل الشيخ الإمام تلاميذه، يسوق الحديث قائلًا:

إنّ فِرق الشيعة المعاصرة اليوم كثيرة، أهمها ثلاث هي:

1- الإسماعيلية: ومنها النصيرية "العلويون في سوريا الذين يؤلهون عليًّا، ويقولون: علي خلق محمدًا، ومحمد خلق سلمان الفارسي، وسلمان خلق الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض"!، والدروز، والبهرة، والبهائية، والبابية.

2- الزيدية: وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه، وموطن الزيدية في اليمن. والزيدية يخالفون الشيعة الاثنى عشرية في زواج المتعة ويستنكرونه. ولا يقولون بعصمة الأئمة. لكن بعض المنتسبين للزيدية قرَّروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم. ويتفقون مع الشيعة الاثنى عشرية في زكاة الخُمس، وجواز التقية إذا لزم الأمر. ومعظم الزيدية المعاصرين يعترِفون بخلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فِرق الشيعة، بل يترضّون عنهما، إلا أن الرفض بدأ يغزوهم ـ بواسطة الدعم الإيراني.

ويُعتبر الزيدية من أقرب الفرق الشيعية لأهل السنة، ما عدا فرقة منهم تُسمَّى الجارودية، فهي فرقة من الروافض في الترويج لفكرة الإمامة، والبراءة من الصحابة عمومًا، ومن الخلفاء الراشدين خصوصًا.

3- الاثنى عشرية (الروافض): وهي كبرى الفرق الشيعية، تتواجد في إيران والعراق ولبنان وبعض دول الخليج. وقد سُمّوا بالاثنى عشرية لقولهم باثنى عشر إمامًا، دخل آخرهم السرداب بسامراء -علَى حدِّ زعمهم!-، ويشكّلون الغالبية العظمى من الشيعة اليوم.

كما يُلقَّبون بالروافض لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أو لرفضهم زيد بن علي رضي الله عنه لمَّا ترَضَّى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

أمَّا بالنسبة لأهم عقائدهم:

1- الإمامة: يرون أن إمامة الاثنى عشر، هي ركن الإسلام الأعظم.

2- الطعن في الصحابة رضي الله عنهم؛ إذ يزعم الشيعة أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا عن الإسلام إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة، علَى اختلاف أساطيرهم. وقد ذكر الخطيب البغدادي عن أبي زرعة الرازي المُحَدِّث أنَّه قال: "إذا رأيتَ الرجُل ينتقِصُ أحدًا من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن القرآن حق، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم حق، وما جاء به حق، وما أدّى إليْنا ذلكَ كُلَّه إلا الصحابة. فمَن جَرَحَهُم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرْح به أليَق، والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوَم وأحَقّ" (انظر: الكفاية في عِلم الرواية، ص: [67]).

3- الطعن في القرآن الكريم؛ إذ يعتقدون أنّ القرآن الكريم قد مسَّته يدّ التغيير والتبديل، وزِيدَ فيه ونُقِصَ منه. وقد ألَّف النوري الطبرسي لإثبات ذلك الهراء كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب)، ذكر فيه أكثر من ألفَيْ رواية من الروايات الشيعية المعتمّدة في كتبهم تفيد القول بالتحريف والنقص. فأين هذا الزنديق المارق من قول ربنا تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]؟!

4- عقيدة التقية: التقية عند الشيعة هي التظاهر بعكس الحقيقة، وهي تُبيح للشيعي خِداع غيره. يقول أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي الملقّب بالصدوق: "واعتقادنا في التقية أنها واجبة مَن تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة. والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم؛ فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله ..."! (انظر: رسالة الاعتقادات، ص: [104]).

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: إذا كان أبو ذؤيب يقول:

والنفس راغبة إذا رغَّبتها *** وإذا تَرَدُّ إلى قليل تقنع

فإني أرى نفسي تستشرِف العلم الوفير من بحركم الزاخر يا أستاذنا. أخبرني عن أهم كتبهم؛ حتى أعرف عقائدهم الباطلة مَن أقلامهم ومدادهم؟

الشَّيْخُ الْإِمَامُ: إنّ الكتب الرئيسة عند الاثنى عشرية تتمثل في أربعة هي:

1- الكافي للكُلَيْني: وقد أشار علماء الشيعة إلى أن هذا الكتاب أصح الكتب الأربعة المعتمَدة عندهم وفضَّلوه على صحيح البخاري.

2- من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي.

3- الاستبصار لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي.

4- تهذيب الأحكام لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي -أيضًا-.

ومن مراجعهم المعتمَدة في الحديث: الوسائل، بحار الأنوار، مستدرك الوسائل.

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: إِذَنْ يا شيخي المِفْضَال أهل السنة يواجهون بَرَاثِنَ الشَّرِّ مِنْ جِهَاتٍ ثَلَاثةٍ: المشروع الصهيو أمريكي من جهة، وأذنابه في أَحْنَاءِ الأمة، ومن الجهة الأخرى مخالب الصليبية العالمية، والمُغَامرين من النَّصارى العرب، وثالثة الأثافي المدّ الصفوي الشيعي الخبيث.

الشَّيْخُ الْإِمَامُ: أنت حكيم زمانك يا ولدي بِفَهْمِكَ هَذَا؛ فقد ضَلّ كثير مِمَّنْ يَدَّعُونَ في العلم فَهْمًا عَنْ هذا التصوّر. آنَ لك أن تتصدّر بين النّاس؛ فأنت لا تضع رأيك إلا مواضع الإصابة!

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: شكر الله لك يا أستاذنا، بل أنت تَنْزِع إلى المحامد بِعِرْقٍ. ولكن أخبرني يا أستاذنا عن أسباب الخطر الداهم الذي تواجهه الأمة من مخالب المشروع الصفوي، والمد الشيعي الجارف؟!

الشَّيْخُ الْإِمَامُ: هذا السؤال يا ولدي يحتاج إلى طَوَاميرَ تمتلئ بأسباب هذا الخطر، لكن نذكر أسبابًا جلية لكل ذي عينين:

1- فساد معتقدهم، واحتيالهم لجذب من لا علم عنده من أهل السنة، والتأثير عليه بعقيدتهم الفاسدة الكاسدة. فمن ذلك ما أحدثوه من دعوة التقريب بين السنة والشيعة التي تحدَّثنا عنها آنفًا. والدعوة إلى تناسي الخلافات بين الطائفتين. وما هذه الدعوة إلا ستار جديد للدعوة للرفض والتشيُّع، بحيث أصبح التشيُّع هو مأوى كل من يريد الكيد للإسلام وأهله، وإذا كانت تلك الاعتقادات الفاسدة التي يعتنقها الرافضة هي الإسلام، فعلى الإسلام السلام.

2- زواج المتعة: وهذا ليس نكاحًا، لكنه زنا يُلبِسونه ثياب الدين والعِفَّة. فيجوز عندهم أن يقول الرجل لامرأة: متّعيني نفسك بكذا من الدراهم مدة كذا، فتقول له: متعتُك نفسي. أو يقول لها الرجل: أتمتع بكِ. ويرون وجوب العِدَّة، وهي خمسة وأربعون يومًا، وقيل: حيضة. ولا يُشْتَرط فيه عندهم موافقة وليِّ المرأة ولا حضور شهود! (انظر: وسائل الشيعة، ص: [447]).

3- بكل أسف.. لقد استُغِلَت المتعة عند الشيعة الإمامية أبشع استغلال، وأُهيِنت المرأة شرّ إهانة، وصار الكثيرون يشبعون رغباتهم الجنسية تحت ستار المتعة وباسم الدين. بل لقد ذكر الكاشاني في تفسير (منهج الصادقين) عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تمتع مرةً كانت درجته كدرجة الحسين عليه السلام، ومَنْ تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام، ومن تمتع ثلاثَ مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي"..! وهذا الكاشاني يجمع إلى الكذب -على الرسول صلى الله عليه وسلم- الفجور. وقد بيَّن الكُلَيْني أن المتعة تجوز ولو لضجعة واحدة بين الرجل والمرأة! (انظر: الكافي: [5/460]).

ورغم إباحة علماء الشيعة المتعة لأبناء الشيعة إلا أنهم في عنصرية سافرة لا يسمحون لبناتهم ونسائهم بممارسة نكاح المتعة؛ لأن فيه مهانةً لهم. كما ذكر حسين الموسوي في كتاب (لله ثم للتاريخ، كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار) عن الخوئي.

والعجيب في أمر هؤلاء الشراذم ثبوت روايات التحريم للمتعة في كتبهم، ومن ذلك:

- عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله -يقصد جعفر الصادق- عن المتعة فقال: "لا تُدَنِّسْ نفسَك بها" (انظر: بحار الأنوار: [100/318]).

- عن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لي ولسليمان بن خالد: "قد حُرِّمَتْ عليكما المتعة" (انظر: فروع الكافي: [2/48]. أيضًا: وسائل الشيعة: [14/455]).

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: وقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي الِاسْتِمْتَاعِ مِنْ النِّسَاءِ، وَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيءٌ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ، وَلَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا».

الشَّيْخُ الْإِمَامُ: أَحْسَنْتَ يَا وَلَدِي؛ فالإباحة -في بدء الإسلام- كانت إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، مثل: التدرُّج في تحريم الخمر، وتحريم الزواج بالمشركات.

التِّلْمِيذُ الهُمَامُ: هذا إلى جانب دَوْرهم في هدم الإسلام؛ إذ دينهم قائم على إعانة الكفار على أهل السنة (انظر: الاختصاص، ص: [255]). فالخيانة والغدر والمخادعة لأهل السنة عند الشيعة دين يعتنقونه، ومن أمثلة ذلك:

* خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد فقد "قتل خمس مائة رجل من أهل السُّنة حين هدم عليهم سقف الحبس فقتلهم كلهم" (الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري: [2/308]).

* خيانة الوزير الشيعي ابن العلقمي للخليفة العباسي ومساعدة التتار في سقوط بغداد، من خلال الاتصال بهولاكو، وإغرائه بغزو العراق.

* انضمام جيوش الفاطميين إلى جيوش الفرنجة ضد جيوش نور الدين محمود.

وتاريخهم في الخيانة والعمالة ضد أهل الإسلام أكثر من أن يُذْكر.

الشَّيْخُ الْإِمَامُ: أحسنت. ولا شك عندي أنّ الدائرة ستدور على هؤلاء الأوغاد الخونة، وسيَجْعَلُ اللّهُ الدَّبِرَةَ عَلَيْهِم، وتكون لنا النُّصْرة عليهم.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام