(السيسي) يكسر (السيف) و(بشار) يشق (الصخر)!

في الحقيقة لم أكتب هذه المقالة لأقارن بين مواقف (بشار) و(السيسي)! بل لأتحدث عن أخوين كريمين استشهد أحدهم بعد الآخر.. هما (مهند و مروان سلام).. شيخا القرآن، العاملان بالإغاثة، المعينان لأهل العلم، المسعفان كل محتاج، الشهيدان أخيرًا بإذن الله!

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

في أول ظهور إعلامي له بعد تنصيبه طاغوتا لمدة 7 سنوات عجاف قادمة –لن يبلغ إكمالها إن شاء الله-؛ خرج بشار الأسد ليطعن المقاومة الفلسطينية في خاصرتها ناعتا إياها بـ(ناكرة الجميل)! كل هذا لأن فصائل المقاومة رفضت موقفه من الثورة السورية وانحازت لجماهير المسلمين الذين يطيح فيهم السفاح قتلاً وتشبيحًا!

وكذلك خرج السيسي الحاكم القزم للشعب الكبير؛ ليصيغ مبادرة هدنة بين إسرائيل والمقاومة لم يعرضها على فصائل المقاومة! بل لقد صاغها متواطئًا مع إسرائيل عالمًا أنها مرفوضة شكلًا وموضوعًا؛ لترفضها المقاومة فيعطي إسرائيل الذريعة المقبولة أمام العالم الغاشم ليبدؤوا بالتوغل بريًا في القطاع، فيخلصوه من ذلك الصداع الإخواني على حدوده، تلك الحدود التي يقتل داخلها الإخوان ومن يعارضونه معهم ليل نهار!

في الحقيقة لم أكتب هذه المقالة لأقارن بين مواقف بشار والسيسي! بل لأتحدث عن أخوين كريمين استشهد أحدهم بعد الآخر.. هما مهند ومروان سلام.. شيخا القرآن، العاملان بالإغاثة، المعينان لأهل العلم، المسعفان كل محتاج، الشهيدان أخيرًا بإذن الله!

ستسألني أخي القارىء: أن ما علاقة الأخوين بالطاغوتين؟ طاغوت سوريا وطاغوت مصر؟!

سأجيبك أن أحد الأخوين قتله طاغوت مصر بينما الآخر قتله طاغوت سوريا!
فإن علاقة التحالف السفاحي بين بشار والسيسي لم تقتصر على دعم السيسي لبشار بصواريخ ذات رؤوس تحمل قنابل عنقودية! ولا بالرؤوس الكيماوية التي أباد بها بعض شعبه وأجرى الغرب تمثيليات مكشوفة بزعم التخلص منها! ولا بإمداده ببعض قطع غيار السلاح الروسي! إن علاقتهما تمتد لكونهما جسد طاغوت واحد امتد أيضًا ليدعم المالكي المتهاوي في العراق.. فالسيسي يمد المالكي بالرشاشات الرباعية والخدمات المخابراتية، وكذلك بشار يمده بالخدمات المخابراتية عبر الجماعات المسلحة التي يحركها بشار من خلف ستار وهي تزعم أنها ضده تقاتله وتفني جيوشه بينما هي تحميه! في حين يمرر المالكي الدعم الإيراني لبشار برًا وجوًا..

إن الأخ الأصغر مهند قد قضى شهيدًا بإذن الله قبل عام؛ في مجزرة رابعة العدوية على أيدي جنود السيسي شر قحاب الأرض.. وأما الأخ الأكبر مروان فقد قضى شهيدًا في جبهة مورك وهو يمنع تقدم شبيحة بشار إلى حماة.. واحد قضى وهو يقول كلمة الحق في وجه السيسي الجائر.. والآخر قضى وهو يقاتل جند بشار الشبيح.. فكما أن دم الأخوين واحد.. فإن الله قد أرسل بمقتلهما على تلك الصورة هنا وهناك.. أرسل تعالى لنا رسالة لنرى عبر غباشات غفلتنا أن الأرض كذلك واحدة.. وكذلك فإن العدو واحد.. كما أن ثورتنا واحدة!

اسم مهند يعني: السيف الحاد عريض النصل! واسم مروان يعني: الصخر الصلب الأملس.. ورغم أن السيسي قد كسر السيف وأن بشار قد شق الصخر إلا أن الشعبين المصري والسوري لا يزالان في انتفاضتهما العارمة لخلع هذين الطاغوتين وإزالة نظاميهما لإقامة الحق والعدل.. لإقامة الإسلام.. صحيح أن كل شعب فيه خونته وعملاؤه وجند الطاغوت الذين يعينون الطاغوت على البقاء ملتصقاً بكرسيه عبر صناعة صمغ الكرسي من دماء الشعب! إلا أن الشعوب ستنتصر بإذن الله.. وسيكون صمغ الدماء هذا الذي التصقت به الكراسي لعنة على الجالسين عليها ونارًا ذاتية الاشتعال ستحرقهم عما قريب!

ومن المفارقات أن والد الأخوين هو رجل عسكري مصري سابق! في حالة نادرة لو تأملناها لعلمنا الفرق بين عسكر 73 وعسكر كامب ديفيد وكذلك لعلمنا التشابه بين بيع سيناء والجولان لليهود على سواء! فهذا الرجل الكريم ربى ولديه رجلين قرآنيين سنيين عاملين مجاهدين ثم قدمهما قربانين لله تعالى لعلّه يرضى! ولم يكن مقتصرًا على دفعمها للخير بل لقد نفر بنفسه ليغيث المسلمين في الصومال وغيرها ضارباً المثال الكريم.. فاللهم ارض عنه وعن ولديه الذين بذلا دماءهما ونحن هنا قاعدون لا سلاح نرمي به عدونا إلا الحروف، بينما هما قد رميا عدوك وعدونا بالحتوف تلو الحتوف..

وفي الختام أقول.. هذا الدم الواحد رسالة لنا أن الأرض واحدة والعدو واحد والثورة واحدة.. فعلى أبناء العرب أن ينظروا لهم راية واحدة يقاتلون تحتها عدوهم الواحد.. راية الدين الواحد.. راية الإسلام

 

إسلام مهدي

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك