بَسْمةٌ في البدايةِ (2)
عائض بن عبد الله القرني
إن الرجل إذا عدَّد محاسن امرأتِه، وتجافى عن النقصِ، سعِد وارتاح، وفي الحديثِ: «لا يفرُكُ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خلُقاً رضي منها آخر».
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
إن الرجل إذا عدَّد محاسن امرأتِه، وتجافى عن النقصِ، سعِد وارتاح، وفي الحديثِ: « ».
ومعنى لا يفرك: لا يبغضِ ولا يكره.
من ذا الذي ما ساء قطْ *** ومنْ له الحسنى فقطْ
من الذي ما ما نبا سيفُ فضائلِه ولا كبا جوادُ محاسنِه: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً}.
أكثرُ مشاكلِ البيوتِ من معاناةِ التوافهِ ومعايشةِ صغارِ المسائلِ، وقد عشتُ عشراتِ القضايا التي تنتهي بالفراقِ، سببُ إيقادِ جذوتها أمورٌ هينةٌ سهلة، أحدُ الأسبابِ أن البيت لم يكن مرتّباً، والطعام لمِ يقدَّم في وقتِه، وسببُه عند آخرين أن المرأة تريدُ من زوجها أن لا يُكثر من استقبالِ الضيوفِ، وخذْ من هذه القائمة التي تُورثُ اليتُم والمآسي في البيوتِ.
إن علينا جميعاً أن نعترف بواقِعنا وحالِنا وضعفِنا، ولا نعيشُ الخيال والمثالياتِ، التي لا تحصلُ إلا لأولي العزمِ من أفرادِ العالمِ.
نحن بشرٌ نغضبُ ونحتدُّ، ونضعفُ ونخطئُ، وما معنا إلا البحثُ عن الأمرِ النسبيِّ في الموافقة الزوجيةِ حتى بعد هذه السنواتِ القصيرةِ بسلامِ.
إن أريحية أحمد بنِ حنبل وحُسْن صحبته تقدّم في هذه الكلمة، إذ يقول بعد وفاة زوجتهِ أمِّ عبدِالله: لقد صاحبتُها أربعين سنةً ما اختلفتُ معها في كلمةٍ.
إن على الرجل أن يسكت إذا غضبتْ زوجتُه، وعليها أن تسكتُ هي إذا غضب، حتى تهدأ الثائرةُ، وتبرد المشاعرُ، وتسكن اضطراباتُ النفسِ.