الإسلاموفوبيا الجديدة مصر نموذجًا!
خالد غريب
تلك المرحلة التي نحياها الآن ما هي إلا محصلة نهش فكري وتخريب لعدة سنوات مضت، وخلق صدامات بشكلٍ ما.. مجمل تلك الصدامات تنعكس على التربص بالدين الإسلامي..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
تحذير هام!
الفكرة هي أن تلك المرحلة التي نحياها الآن ما هي إلا محصلة نهش فكري وتخريب لعدة سنوات مضت، وخلق صدامات بشكلٍ ما.. مجمل تلك الصدامات تنعكس على التربص بالدين الإسلامي..
إنما قبل إعلان الهجوم العنيف ضد الدين في مرحلة متطورة للإسلاموفوبيا.. وهي مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها التاريخية.. هو إعداد فرشة فكرية معينة وخلق جسور تمويه لاستيعاب تلك الهجمات العنيفة لاستئصال التدين من جذوره. وجسور التمويه هي إبراز واستدراج جماعات ذات منطلقات دينية مثل جماعة الإخوان المسلمين إلى قمة الصراعات السياسية والذي سبقه نشر فكرة لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين..!
ومن ثم يسهل تمرير الهجوم العنيف على الدين في ذاته من خلال الهجوم على الجماعة بحيث يتقبَّل ذلك جموع الجماهير، ومن ثم تكون مرتكزات الهجمات التي في ظاهرها سياسية هي منطلقات الجماعة الدينية..
وبنظام التراكم الذهني اللا إرادي تنتقل كراهية الجماعة من زاوية سياسية إلى كراهية للدين ذاته، ومن ناحية أخرى زعزعة ثوابت الإسلام وتمرير الشبهات تحت غطاء صراع الجماعة السياسي..
وهذا أيضًا ما حدث باستدراج حزب النور بنفس الطريقة مع اختلاف المسار.. بمعنى دفع الدعوة السلفية التي كانت قلعة من قلاع العلوم الشرعية إلى صراعاتٍ وهميةٍ وإبرازهم بشكلٍ خسيس للجميع.. حتى مؤيدينهم من الأطراف الأخرى! يأتي في سياق خلق كراهية الدين والتدين والتراكم الزمني الطبيعي.
وحتى حملات التشويه الغير مسبوقة للتيارات الجهادية في البلدان المحتلة احتلال مباشر كالعراق وسوريا يأتي في نفس السياق، لكي تفتح بوابات تشويه وخلخلة العقيدة لتلك الشعوب من الثلاث زوايا الرئيسية للدين وهي:
- الاشتباك السلمي مع الواقع من خلال الإخوان.
- العلوم الشرعية والعقيدة ودعائم الدين من العلوم الشرعية.
- الاشتباك المسلح (الجهادي) مع الواقع والتمسك بمقتضيات العقيدة من خلال تشويه التيارات الجهادية.
المفارقة العجيبة أن ذلك تم من خلال مسارين:
المسار الأول: يتم من جميع القوى المعادية للإسلام مجتمعة ضد البوابات السابقة.
المسار الثاني: يتم بين تلك المسارات نفسها وعادة ما يكون أقوى.
فالقضية الآن متشابكة إلى درجةٍ كبيرة.. وجزء كبير من المسؤلية سيتحملها كثيرًا من النخب الإسلامية، لا أقصد مسؤلية فقد زمام القيادة الإسلامي فحسب للتيار بل أقول فتح بوابات الهجوم والتشويه لمرحلة الإسلاموفوبيا الجديدة والتي تستلزم لمواجهتها سنوات كثيرة قادمة..
لذا.. على الجميع الآن إعادة صياغة الأفكار على أساس مواجهة الإسلاموفوبيا الجديدة، وترك العبث الهزيل والاستمرار في الحماقة المبنية على أخطاء بشعة تاريخية.. ووضع تصورات جديدة لاستيعاب الخطر الحقيقي (وليس الخطر المرحلي السياسي).