كما تدين تُدان

عائض بن عبد الله القرني

عجباً لنا! نريدُ من الناسِ أن يكونوا حلماء ونحنُ نغضبُ، ونريدُ منهم أن يكونوا كرماء ونحن نبخلُ، ونريد منهم الوفاء بحسن الإخاءِ، ونحن لا نؤدي ذلك.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -
  • كما تدين تُدان: عجباً لنا! نريدُ من الناسِ أن يكونوا حلماء ونحنُ نغضبُ، ونريدُ منهم أن يكونوا كرماء ونحن نبخلُ، ونريد منهم الوفاء بحسن الإخاءِ، ونحن لا نؤدي ذلك.

تُريدُ مهذَّباً لا عيب فيهِ *** وهل عُودٌ يفوحُ بلا دُخانِ 

وقالوا: من لأخيك كلِّه. 
وقال آخر: 

ولست بِمُسْتبْقٍ أخاً لا تلُمُّهُ *** على شعثٍ أيُّ الرجالِ المهذَّبُ 

وقال ابنُ الروميُّ:

ومِنْ عجبِ الأيامِ أنَّك تبتغي *** الـمهذَّب في الدنيا ولست مُهذَّبا
 

  • وقفـةٌ: 
    قال إيليا أبو ماضي: 

أيُّها الشاكي وما بك داءٌ *** كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إنَّ شرَّ الجُناةِ في الأرض نفسٌ *** تتوقَّى، قبل الرحيلِ الرَّحيلا
وترى الشَّوْك في الورودِ، وتعمْى *** أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ *** مَنْ يظُنُّ الحياة عبئاً ثقيلا
والذي نفسُهُ بغير جمالٍ *** لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلا
فتمتَّعْ بالصُّبحِ ما دُمت فيهِ *** لا تخفْ أنْ يزول حتى يزُولا 
وإذا ما أظلَّ رأْسك همٌّ *** قصِّر البحث فيه كيْلا يطُولا 
أدركتْ كُنْهَهَ طيورُ الرَّوابي *** فمِن العارِ أن تظلَّ جهُولا
ما تراها والحقلُ مِلْكُ سواها *** تخِذتْ فيه مَسْرَحاً ومقيلا