اذكروهم

كل مسلم غيور على دينه وأرضه لا يستطيع أن يغمض عينيه قبل أن يذكر إخوانًا له حملوا همّ الذود عن حياض المسلمين ومراتع بلادهم، وكابدوا في حياتهم مرارة التحمل في إيصال المساعدات إلى من يستحقها، وما زال دأبهم العمل ليل نهار يحملون همّ الوطن، ينزعون الألم الذي غرسه العدو في صدور المحتاجين، ليزرعوا في الصهاينة قهرًا نبت على أنقاض فشلهم في تحقيق غاياتهم بإبادة الشعب الأعزل.

  • التصنيفات: أخلاق إسلامية -

وقف الزمان من حوله حائرًا متعجبًا لحاله! قد اختنقت أنفاس الحياة من حوله، وضيق الأيام يشتد، ورغم أنه لم يعد لهذا القابع بين تلك الزوايا الأربع من مؤنس غير أنه ما زال يحتفظ بذكرياته يجول فيها.. يتردد ذهابًا وإيابًا يستمد منها القوة للصمود في الأيام القادمة، ليزداد صبرًا واحتمالًا.. إنه الأسير على أرض وطنه..!

بينما هذا حال الأسرى من الأحرار، نرى كثيرًا من المسلمين انغمسوا في حياتهم، قد أسرهم التفكير برفاهيتهم فأنساهم إخوانًا لهم، حملوا قضية المسلمين على كاهلهم! فمن الذي يسأل عن حال من غُيّب عن أهله وأُبعِد عن العمل لمستقبل بلاده؟! من الذي يكترث لأمر ذلك القابع هناك في ظلمات الليل قد فارقه النوم وأرّقه التفكير في المصير؟! إنه أنتَ يا أخي، وأنتِ يا أختي! صاحب الفكرة المتّقدة والحركة المستمرة لدين الله.

فكل مسلم غيور على دينه وأرضه لا يستطيع أن يغمض عينيه قبل أن يذكر إخوانًا له حملوا همّ الذود عن حياض المسلمين ومراتع بلادهم، وكابدوا في حياتهم مرارة التحمل في إيصال المساعدات إلى من يستحقها، وما زال دأبهم العمل ليل نهار يحملون همّ الوطن، ينزعون الألم الذي غرسه العدو في صدور المحتاجين، ليزرعوا في الصهاينة قهرًا نبت على أنقاض فشلهم في تحقيق غاياتهم بإبادة الشعب الأعزل.

فهل تهنأ اليوم بالعيش في بيتك بين أهلك وأولادك، وتتنقل برفاهية ورغد، وتمضي في المسرات والملذات، وتنعم بوافر الدراهم والدنانير؟! إنك إن فعلت فقد خالفت، ولم تؤد حق من كان سببًا في هنائك وأمنك! فلولا الله ثم هذه الثلة المرابطة على ثغور الأرض المقدسة وهم يردّون بصدورهم كيد عدوهم وعدوكم، ويُنتجَبون لتُرمى السهام في نحورهم، ويُعتقلون لأنهم ما زالوا يقارعون الظلم، لولا ذلك ما كان لك أن تهنأ في أرضك، ولأنهم عاشوا بحرية العقيدة والفكر والكرامة..

ها هم اليوم يحملون في أفكارهم وعقولهم ما يعجز العدو الغاشم عن وأده، فيدخلون سرداب العزلة عن العالم ولسان حالهم: "لن نستكين ولن نلين..".

فأين نحن من هؤلاء؟! هل يكفي أن نذكرهم في قصص ليالي الشتاء وأخبار المساء؟! أليس أقل ما يمكن أن نقدمه لهم، وهم الذين تحملوا آلام الفراق والبعد عن أهليهم وأحبتهم من أجل كسب رضوان الله عنهم، أن ندعو لهم وأن نذكرهم ونعرّف بقضيّتهم بكل الوسائل الممكنة وفي الأماكن العامة والخاصة وحتى المؤسسات؟! والله المستعان.

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)

 

ميمونة شرقية