الفرق بين معرفة الحق وبين اتباع الحق
خالد غريب
معرفة الحق واتباعه في كل الأحوال يحتاج إلى دعاءٍ خاشع.. أما اتباعه فهو يحتاج إلى الإلحاح في هذا الدعاء الخاشع..
- التصنيفات: الزهد والرقائق - تزكية النفس -
- فمنهم من لا يعرفون الحق أصلًا.. وبالتالي يتبعون الباطل.
- ومنهم من يعرفون الحق.. إنما تراكمات هوى النفس واشتداد أمراض القلوب، والغرق في الحضارة المادية التي تأسست على حُبِّ الدنيا وكراهية الموت والعناد والكِبر.. بل وأحيانا الحماقة! وربما بعض الذنوب الخفية تحول بين معرفة الحق وبين اتباعه.
- ومنهم يعرفون الحق ومذبذبين.. بين الحق والباطل لظهور الباطل قويٌ وظهور الحق مستضعف، وهنا تتدخَّل إشكالية خضوع النفس الفطري للأقوى لتنازع أيضًا فطرة الجنوح للحق وهنا تتحكم درجة الإيمان والعقيدة في حسم الأمر.
- ومنهم من يعرفون الحق وجاهدوا أنفسهم قبل أن يُجاهِدوا في سبيل الله ليتمكنوا من اتباع الحق.. بمعنى أنهم عرفوا الحق فاتبعوه.. فهنيئًا لهم.
إلا أن معرفة الحق واتباعه في كل الأحوال يحتاج إلى دعاءٍ خاشع.. أما اتباعه فهو يحتاج إلى الإلحاح في هذا الدعاء الخاشع.
ولا سيما في هذه الأمواج المتلاطمة من الفتن والتشويه والتشويش والضبابيات، ولذا أُوصي.. بتكرار دعاء الفاروق عمر بن الخطاب: "اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه".