اعتذار

سلمان بن فهد العودة

رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

رب أحمدك وأنت للحمد أهل، وأثني عليك الخير كله.

أشكرك على ما أعطيتني، وأشكرك على ما منعتني، فمنعك عطاء، وأنت أعلم بي مني.

أسألك اللهم أن تعظم رغبتي في نصرة المظلوم، ومساندة الضعيف، والعطف على الصغير، وإيواء الغريب، وألا تجدني يومًا في صف ظالمٍ أو آثمٍ أو مستكبرٍ أو كاذب.

رب أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشيتك في الغيب والشهادة، وأن تلهمني القول الذي أنال به الحظوة عندك، وألا تَسخَط عليَّ، ولا تُسخِط عليَّ أحدًا تحبه.

 

اللهم ما قدرتني عليه من القول فارزقني فيه السداد وحسن التأتي والصدق.

اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورًا، أو أغشى فجورًا، أو أكون بك مغرورًا.

اللهم ما ألهمتني من قول فاجعل قصدي فيه وجهك الكريم، ونيتي رضاك، ومرادي الزلفى إليك، وغايتي أن أضع ما أعطيتني في الأمر الذي تحب.

رب ألحقني بالصالحين من عبادك القائلين: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص:17].

اللهم لا تجعلني يومًا منتصرًا لباطلٍ، ولا قائمًا في مأثمة، ولا منافحًا عن هوى، واعصمني أن أتعصب أو أجهل أو أزل.

 

اللهم إنك تعلم عجزي عن بعض ما أحب قوله وتذرعي بتأويلاتٍ تخطئ وتصيب، وحسابات تقع ولا تقع، وترددي في دفع ضريبة ذلك القول؛ فاجعل لي من عفوك ورحمتك ما يستر زللي وخوفي من الناس.

اللهم امنحني من الشجاعة والقوة وإيثار مرضاتك والدار الآخرة ما يكون دافعًا لي في مقتبل أيامي على ما أنويه وأتوخاه وأحاوله من أداء أمانة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان الظلوم الجهول!

اللهم اجعلني من أهل الكلمة الطيبة الثابت أصلها الباسق فرعها؛ التي لا يعوقها قيد، ولا يفسدها كيد.

وألهمني هذه الكلمة ولو كانت على نفسي أو ولدي أو والدي أو صاحبي،  ولو كانت لعدو فلا يجرمني شنآنه ألا أعدل معه.

اللهم إني ظلمت نفسي فاعصمني أن أظلم أحدًا من خلقك أو يظلمني، واكشف عني وعن سائر خلقك الضر والأذى، ولا تسلط علينا أحدًا يقهرنا في غير حق أو يحول بيننا وبين ما خولتنا وأذنت لنا فيه.

 

رب إني أعلم أني قد أقول قولًا في حق ينفع مساكنًا أو مواطنًا أو مجاورًا أو مشاورًا وأسكت عن مثله؛ خوفًا من التبعات، فأسألك رب أن تمنحني الحكمة والبصيرة التي تريني بها الحق حقًا والباطل باطلًا، وتعرفني ماذا أقول، وكيف أقول، ومتى أقول، وأن تسامحني عما تلجلج في صدري وتلعثم به لساني، وفي مزيد فضلك ما يلتمس به عبادك العزيمة على الرشد، والغنيمة من البر، والسلامة من الإثم.

 

رب اجعلنا في مقام المؤمنين القوَّامين بالقسط، الشهداء لك، على القريب والبعيد، والعدو والصديق، وعلى النفس والنفيس، والوالد والولد، وإنه لمقامٌ صعب شاقٌ إلا على من اصطفيتهم ويسَّرته لهم.

رب أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك، أو أذل في عزِّك، أو أُضام في سلطانك، أو أُضطهد والأمر إليك.

رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني.

 

رب اجعلني مشاطرًا بهذه الروح ما بقيت لكل محتاج، وبارك لي في عطائك، وعافني من بلائك، وحبّب إليَّ الطيبين من عبادك، وحبّبني إليهم، واجعلنا من الطيبين يارب الطيبين..

المصدر: موقع الإسلام اليوم