رمضـانُ شهرُ القُرآن

لنُقبِل على كِتاب رَبِّنا طوالَ أيَّامنا، وبالأخَصِّ في شهر رمضان؛ فهو نِبراسُ حياتِنا، وقائِدُنا ودليلُنا إلى الخير والجِنان.

  • التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب -

القُرآنُ كلامُ الرَّحمَن، أُنزِلَ على نبيِّنا مُحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185].

فلنَعِش في رمضان مع القُرآن، تِلاوةً، وتدبُّرًا، وعَملًا. فالقُرآنُ ضِياءُ للقلبِ، وقُربةٌ للرَّب سُبحانه، وبابٌ للحَسناتِ،
يشفَعُ ويرفَعُ وينفَعُ؛ فهو شفيعٌ لأصحابِهِ يومَ القيامةِ، «اقْرَؤوا القرآنَ ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه» (رواه مُسلم).

والقُرآنُ ينفعُ صاحِبَه في دُنياه وآخِرتِهِ، فهو شِفاءٌ ورحمةٌ، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِي} نَ [الإسراء:82]، كما أنَّه هِدايةٌ وبُشرى للمُؤمنين، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء:9].

والقُرآنُ يرفَعُ صاحِبَه في الدُّنيا والآخِرة، قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ اللهَ يَرفَعُ بهذا الكتابِ أقوامًا، ويضعُ به آخرِينَ» (رواه مُسلم)، وقال: «يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ : اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، كما كُنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا، فإِنَّ مَنزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كُنتَ تقرؤُها» (صحيح الجامع).

كم مِن بُيُوتِ المُسلمين لا يُقرَأ فيها القُرآنُ إلَّا في شهر رمضان! المُصحفُ عندهم زِينةٌ يُزيِّنونَ به مكاتِبَهم وسيَّاراتِهم. رُبَّما إذا سَمِعوا آيةً من كتاب اللهِ، لم يَعرفوا أنَّها من القُرآن، بل رُبَّما إذا سَمِعوا حَديثًا نبويًّا أو قولًا لأحد العُلماءِ، ختموه بقولِهم "صَدَقَ اللهُ العَظيم"، ظنُّوه قُرآنًا؛ لهَجرِهم له، وبُعدِهم عنه، وعَدَم مَعرفتِهم به، وعَدَم تعلُّق قُلوبِهم بآياتِهِ.

وقد يَصِلُ هَجرُ البعضِ للقُرآن إلى عَدَم تِلاوتِهِ حتى في رمضان.

فلنُقبِل على كِتاب رَبِّنا طوالَ أيَّامنا، وبالأخَصِّ في شهر رمضان؛ فهو نِبراسُ حياتِنا، وقائِدُنا ودليلُنا إلى الخير والجِنان.

جعلنا اللهُ وإيَّاكم من أهل القُرآن، العاملين به، المُرتقينَ بقِراءتِهِ في دَرجاتِ الجِنان.



 بسمَة
 الثلاثاء
5 شعبان 1435 هـ/ 3 يونيه 2014 م