الطعام والشراب (2)

محمد بن عبد الله الهبدان

ويقول عمر رضي الله عنه: إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما، فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.

  • التصنيفات: ملفات شهر رمضان -

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من خبر برّ ثلاث ليال تباعا حتى قبض.

وصـح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» (رواه البخاري ومسلم).

ويقول عمر رضي الله عنه: إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما، فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.


قال الحارث بن كلدة الطبيب المشهور: الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الداء.
وقال غيره لو قيل لأهل القبور: ما كان سبب آجالكم؟ لقالوا: التخم !!

وقلة الطعام توجب رقة القلب وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب. وكثرة الطعام يوجب ضد ذلك.

عن عمرو بن قيس قال: إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب. وعن سلمة بن سعيد قال: إن كان الرجل ليعير بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله.
وعن مالك بن دينار قال: ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه.
وقال سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك، فأقل من الأكل.
فليكن هذا الشهر المبارك بداية للتقلل من الطعام والاستمرار على ذلك على الدوام.