الحب الحقيقي

أحمد رشيد

ما رأيناه في الشارع المصري، من تعبير الجميع، من العامة والمثقفين، عن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرٌ يُفرِح، لكن ما أود أن أقوله في هذه السطور: إن الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عاطفة فقط، لا.. ثم لا. ولكن الحب الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ميلًا يتجلى فيه إيثاره صلى الله عليه وسلم على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين".

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية - الحث على الطاعات - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.. وبعد:

فإن حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول ديننا، وكيف لا نحبه وهو الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور؟!

وكيف لا نحبه والكون يتفاعل مع محبته صلى الله عليه وسلم؟!

فهذا جبل أُحد يهتز بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا جذع يحِنُ لفراق النبي صلى الله عليه وسلم له.

وهذا حجر يُسلِّم عليه.

كل ذلك يدعونا لأن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وما رأيناه في الشارع المصري، من تعبير الجميع، من العامة والمثقفين، عن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرٌ يُفرِح، لكن ما أود أن أقوله في هذه السطور:

إن الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عاطفة فقط، لا.. ثم لا.

ولكن الحب الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ميلًا يتجلى فيه إيثاره صلى الله عليه وسلم على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين".

والدليل على ذلك ما رواه أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبِي صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (مُتفقٌ عليه).

وعن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: "كُنَّا مَع النبِي صلى الله علَيه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَر بْن الْخَطَّاب رضى الله عنه، فَقَالَ لَهُ عُمَر: يَا رَسُول اللَّه، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلّ شَيْء إِلَّا نَفْسِي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُون أَحَبَّ إِلَيْك مِنْ نَفْسك»، فَقَالَ لَهُ عُمَر: فَإِنَّهُ الْآن يَا رَسُول اللَّه لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «الْآن يَا عُمَر» (رواه البخاري).

قال ابن حجر: "أي الآن عرفت فنطقت بما يجب... لكم محبتي".

فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم: ليست شعارات، ولا ملصقات وفقط، وإنما حُبٌ واتباع مُطلَقٌ يظهر على جوارح العبد.

والله ربّ العالمين يُوضِّح لنا حقيقة المحبة بقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].

فالذي يدَّعي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتعاطى المخدرات، أو يترك الصلوات، أو يسمع الأغنيات، أو .. أو ..  هذا رجل ما اكتمل الحب في قلبه.
 
كذلك المرأة التي تدَّعي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي المتبرِّجة، وهي العاصية لزوجها، وهي التاركة للصلاة.. هذه أيضًا ما اكتمل الحب في قلبها.
 
الحب الحقيقى عبَّر عنه ربنا سبحانه بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

لذا.. فإننا نحب رسول الله، ونحب من يحبه ويتابع أحاديثه، نحب مسجده، نحب سواكه وثيابه، نحب منبره، نحب أهله وقرابته وآل بيته الطاهرين.

وأخيرًا نقول: "إن المحب لمن يحب مطيع".. هذا هو الحب الحقيقي.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام