إلى أخي إمام المسجد!
أحمد رشيد
نلاحظ في أيامنا هذه تساهل كثير من أئمة المساجد، لا أقول المتطوعين، ولكن الأئمة الرواتب في صلاة التراويح فأعرضوا عن القراءة من الصدور -من حفظهم- وأصبحوا يقرؤون من المصاحف.
- التصنيفات: تربية النفس - الحث على الطاعات -
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فإن الإمامة في الدين شرف عظيم، وهي نعمة من الله تعالى، سألها عباد الرحمن من الله تعالى قائلين: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان من الآية:74].
إلا أننا نلاحظ في أيامنا هذه تساهل كثير من أئمة المساجد، لا أقول المتطوعين، ولكن الأئمة الرواتب في صلاة التراويح فأعرضوا عن القراءة من الصدور -من حفظهم- وأصبحوا يقرؤون من المصاحف.
وأنا في هذا المقال لا أتحدَّث مع فضيلتك -شرَّفك الله- عن حكم الصلاة ولا عن أقوال أهل العلم في حكم القراءة من المصحف، مع يقيني التام بأن هناك علماء ثقات قد أفتوا بجواز ذلك، لكني أريد من إخواننا أئمة المساجد: أن نعود لأصلنا إلى خير القرون، كيف كانت صلاتهم وكيف كانت قرائتهم؟
إن الصلاة من المصحف اليوم صارت هي الأصل عند العوام من المسلمين، وهم في ذلك لا يلامون، لما يرونه من إمامهم القدوة بالنسبة لهم، فأصبح الأمر مألوفًا لديهم، لدرجة أنك كل عام تجد من يأتي لك بمصحف مخصوص سُمِّي بمصحف التهجد أو التراويح ومعه حامله، يتقرَّبون بذلك إلى الله تعالى، حتى أصبح بالمسجد الواحد أكثر من مصحف من هذه المصاحف ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
وأنا أهمس في أذن أخي وحبيبي إمام المسجد، أريد منه:
ألا يكون سببًا في ضياع القرآن من الصدور.
وألا يكون قدوة للنشء الصغير من بعده.
أخي إمام المسجد:
أنا لا أشتد عليك، وإنما أغار عليك.. لما أُحِسّه من مساواتك بالرجل العامي.
هل ترضى لنفسك أن تتساوى برجلٍ متطوع غاب إمامه فصلَّى بالناس مضطرًا للقراءة من المصحف، فهذا يعذره الناس، أما أنت فما عذرك وأنت الإمام الراتب؟!
ثم ما موقفك أيها الإمام لو انقطع التيار الكهربائي، هل تعتذر عن الصلاة أم تغير السورة، أم ماذا تفعل؟
أخي إمام المسجد:
أما علمت أن الناس اليوم يُقدِّمون صاحب الصوت الحسن ليُصلِّي بهم وعنده من اللحن الظاهر ما الله به عليم وخلفه الأقرأ لكن صوته غير جذاب؟
أقول لك ختامًا أخي الكريم:
إن الله لم يشق علينا وإنما قال لنا: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المُزَّمِّل من الآية:20].
فهيا بنا لنعود إلى خير الهدي إلى ما كان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأُبيِّ بن كعب وغيرهم ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.