(17) الصدقة
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: فقه الصيام - الحث على الطاعات -
لتكن البداية شهر رمضان.. عسى أن نُولَد من جديد.. ويوم العتق يوم عيد.
مع تردي الأوضاع الاقتصادية في كثير من بلدان العالم الإسلامي وزيادة نسب الفقر بين أبناء المسلمين والحاجة للخدمات الغذائية والصحية والتعليمية، وما يستر من الملبس والخدمات السكنية... إلخ، من الحاجات الأساسية التي لا يستغني عنها الإنسان وتشح في يد الكثيرين.
لذا.. فالصدقة من أفضل القربات طوال العام، وبها يمحو الله تعالى السيئات، وترفع الدرجات ويزداد فضل هذه العبادة العظيمة في رمضان شهر الخيرات والبركات.
لنسترجع سويًا منهج محمد صلى الله عليه وسلم:
في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".
وقد قال صلى الله عليه وسلم: « » (أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه).
والصدقة إذا أُطلِقت في الكتاب والسنة فيقصد بها الزكاة المفروضة والنافلة، فقوله صلى الله عليه وسلم: « م» وقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة من الآية:60] يعني: الزكاة، فهي تشمل هذا وهذا..
وأصل الصدقة مأخوذة من الصدق، ولهذا يلزم المتصدِّق أن يكون صادقًا، فإن كان كذلك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « »[1]، والفلو: هو المهر، فكما أنك تربي فرسك فيكبر على عينك -ولله المثل الأعلى- فإن الله عز وجل يأخذ الصدقة بيمينه فيربيها للعبد حتى تصير كأمثال الجبال!
فهل تاجرنا مع الله تعالى هذه التجارة الناجحة وبدأنا دخول السوق في رمضان..
تقبَّل الله مِنَّا ومنكم الطاعات ووفقنا للصالحات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- (رواه البخاري).