التهنئة بدخول رمضان
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: فقه الصيام -
نعمة عظيمة ومنحة جليلة أن مد الله في أعمارنا لنشهد نفحة من أروع نفحاته وبركة من أعظم بركاته هي شهر رمضان المعظم.. ولا يدري أحدنا فقد تكون الفرصة الأخيرة.
روى الترمذي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « » قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: « ».
فضل من أدرك رمضان فأحسن فيه العمل:
عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: "أن رجلين من بلي قَدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأَذِن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يُحدِّث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال: « ». فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »، قالوا: بلى، قال: « »، قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »"[1].
وقد سُئل العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (صاحب الأضواء) عن الصفة الشرعية للتهنئة برمضان والمناسبات الأخرى كالعيدين؟
فأجاب رحمه الله بجواب مُطوَّل، خلاصته: "أنه لا يعلم صفة معينة في هذا الشأن إلا ما ورد في العيدين -كما سبق نقله- وأن الإنسان إذا اقتصر على الوارد كان أفضل، لكن لو ابتدأه غيره فلا حرج أن يجيبه من باب رد التحية بخير منها، فلو اتصل الإنسان على أخيه، أو زاره وقال له: نسأل الله أن يجعل هذا الشهر عونًا على طاعته، أو يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه، فلا حرج إن شاء الله، لأن الدعاء كله خير وبركة، لكن لا يلتزم بذلك لفظًا مخصوصًا، ولا تهنئة مخصوصة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- (الحديث رواه ابن ماجة في سننه، وصحَّحه الألباني في صحيح ابن ماجة: [2-346]، برقم: [3171]، وفي صحيح الترغيب رقم: [373]، ورواه الإمام أحمد في مسنده: [16-170]، رقم: [8380] عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال أحمد شاكر: "إسناده صحيح").