[16] سورة آل عمران (9)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
{هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [آل عمران:66]..
الخطاب رغم أنه هاهنا لأهل الكتاب؛ إلا أن هناك قاعدةٌ عامةٌ محكمة يمكن استخلاصها منه وما أحوجنا جميعًا إليها {فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}..
لماذا يجترئ إنسان على الخوض فيما لا يعلم والتورُّط فيما لا يُحسن؟!
وليس هذا فحسب؛ ولكنه ينافح ويجادل ويُحاجج فيه!
إنه دأب الحمقى في كل زمانٍ ومنهج المتشبِّع بما لم يعطه في كل وقتٍ ومكان..!
يتصدَّر للحديث فيما لا يعلم والجدال فيما لا يُدرِك.. فإن أبى أن يفعل؛ دفعه الخلق دفعًا لذلك ويكأنه علَّامة الزمان وفقيه الوقت والأوان الذي لا يصح إذا لم يعلم أن يسكت!
فقط يسكت..
ويقول: لا أعلم..
يقولها في الدنيا أفضل كثيرًا من قولها في الآخرة إذا سُئل نفس السؤال..
{فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}..