[29] سورة النساء (4)
محمد علي يوسف
وليس الإيمان بمجرَّد الزعم أو الادِّعاء؛ فلقد جعل الله في سورة النساء علاماتٌ تعرف بها صدق الزعم من عدمه، منها إصرار أولئك الزاعمين الكذَّابين على أن يتحاكموا إلى الطاغوت رافضين شرع الله مُعرضين عنه رغم ادَّعائهم أنهم مؤمنون..
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
وليس الإيمان بمجرَّد الزعم أو الادِّعاء؛ فلقد جعل الله في سورة النساء علاماتٌ تعرف بها صدق الزعم من عدمه، منها إصرار أولئك الزاعمين الكذَّابين على أن يتحاكموا إلى الطاغوت رافضين شرع الله مُعرضين عنه رغم ادَّعائهم أنهم مؤمنون..
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا} [النساء:60].
وجعل الله من خصائصهم التي تفضح حقيقة نفاقهم وكذب ادِّعائهم أنهم إذا دُعوا إلى ما أنزل الله نفروا عنه بل ونفَّروا الخلق وصدوهم عنه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} [النساء:61].
ثم يأتون عند الحاجة وبعد الكرب الذي أصابهم بما قدَّمت أيديهم محملين بمزاعمهم وادِّعاءاتهم من جديد مُكلِّلين إِيَّاها بالحلف الكاذب أنهم ما كانوا يريدون إلا خيرًا بصدهم عمَّا أنزل الله: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} [النساء:62]..
وفي هؤلاء الكذَّابين يقول الحق جل شأنه: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} [النساء:63].