[32] سورة النساء (7)
محمد علي يوسف
وإن من النفوس ما هو هش قابل للكسر أقل شيء يُشقِّقه وأهون ابتلاء يُزلِّزِل أركانه وأي معصية أو غلطة تُدمِّره، وكأنه يتأرجح على حافة السقوط منتظِرًا دفعة يسيرة ليقع بعدها ويتهشَّم، ثم يتردَّى مهزومًا أمام تلك المؤثرات بضعف منقطع النظير يليه تبرير شهير مفاده الشيطان شاطر وشرير..
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
وإن من النفوس ما هو هش قابل للكسر أقل شيء يُشقِّقه وأهون ابتلاءً يُزلِّزِل أركانه وأي معصية أو غلطة تُدمِّره، وكأنه يتأرجح على حافة السقوط منتظِرًا دفعة يسيرة ليقع بعدها ويتهشَّم، ثم يتردَّى مهزومًا أمام تلك المؤثرات بضعف منقطع النظير يليه تبرير شهير مفاده الشيطان شاطر وشرير..!
والحقيقة أن هذا غير صحيح على الإطلاق؛ ويفترض بمسلمٍ يقرأ القرآن أن تطيش مثل تلك الشبهة ويتلاشى ذلك التعظيم الخفي تمامًا من قلبه خصوصًا حين يتلو قول ربه في سورة النساء: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء من الآية:76]..
تلك هي الحقيقة التي يُعلِنها الشيطان نفسه في خطبته بجهنم -عافانا الله وإِيَّاكم من سماعها- ويقول فيها مُبيِّنًا مدى ما يستطيعه: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم من الآية:22]..
مجرَّد دعوة..
وسوسة لا تجاوز الصدور..
فحين تتعوَّذ بالله من الشيطان ممتثلًا أمر ربك تعوَّذ وكُلُّك يقين في أنك قادر بفضل الله على دحره والنجاة من كيده الذي بيَّن له ربك أنه في حقيقته ومنتهاه {كَانَ ضَعِيفًا}..