[38] سورة المائدة (3)

محمد علي يوسف

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة من الآية:104]..

إنه التقليد والاتباع الأعمى..

تقليد الأباء والأجداد..

تقليد المجتمع واتباع البيئة المحيطة، دون فهمٍ ولا وعي ولا إدراك، لِما عليه هذا المجتمع وتلك البيئة، من جهل وضلال..

هذا التقليد والاتباع الأعمى الذي كان من أكبر الأسباب في صد جموع غفيرة من الناس عن طريق الحق حين لا يتصورون أن يرد جديد عليهم..

ولو كان ذاك الجديد هو الحق الذي لا مرية فيه..

لا يتصورون فوات الحق على ما يتوهمونه نبوغًا لآبائهم وسادتهم وكبرائهم!

نفس لسان حال كثير من إمعات اليوم، حين يتحججون على اتباعهم الأعمى بقولهم العامي الشهير: "اللي زي الناس ما يتعبش"..!

إنه التقليد المقيت الذي هو ضد الإدراك الصحيح المسئول لطبيعة الحق..

فالحق حق بذاته لا يحتاج لمن يزكيه أو يزيده بهاءً وسطوعًا وهو ليس بمن يدعونه وليس بمن يزعمون أنهم عليه أو تظن بهم ذلك..

الحق يعرف بذاته وليس بالرجال ولا بالآباء والأجداد..

لذا جاء الرد الصادم بعد تلك الدعوى التقليدية المقيتة..

جاء الرد الصادم ليهدم هذا الوثن من أوثان النفس ولتنجلي الحقيقة نقية دون رتوش..

{أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} [المائدة من الآية:104].
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام