علمتني المحن
المسكين من لم تُفده العبر ولا تُعلمه المحن.. فسِّر أفعال ربُّك بِك: أعطى ومنع، قرّب وباعد كل ذلك لحكمة، والسعيد من رضي.. رضينا رضينا.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
لا مفرّ من هذه الدنيا من المِحَن والبلايا، فكلّ من على هذه الأرض لا بد وأن يُصابَ منها، ولا شك فإن مقدار عظمتها يكون بقدر إيمان صاحبها! قال تعالى: {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:1- 3]، وعن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قلت: {يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة؛ خففت عنه، ولا يزال البلاء في العبد حتى يمشي في الأرض ليس عليه خطيئة}.
وإليكم بعضاً من تغريدات لي على التويتر نفعني الله وإياكم بها:
علمتني المحن ..
(1) أن الذي ساقها إليك وهو الله سبحانه يريدُ أن يرَى إنابتُك!
(2) لن يخيب أبداً من كانت علاقته قوية برب العالمين قبل حدوثها وبعدها!
(3) أنها تمكُر بخبيث النية! وتزلزل قلبه فلا يَثبُت!
(4) مهما طال زمنها أو قصر: والعاقبةُ للمتقين!
(5) قد يُريكَ ربّك بعضاً من حكمها {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} (القصص:13).
(6) يحسدك الحاسد حتى على تغافلك عنه، وعدم إظهار مُبالاتك!
(7) لا تفتحْ قلبكَ لكلِ أحد، فلربما تفتحهُ يوماً عندَ منْ يريدُ الوقوعَ بكَ!
(8) قل لمن يضخمُ أمرها ويهيج مخاوفك وأولهم الشيطان: لن يكون إلا أمر الله!
(9) أن الدنيا لم يفهمها الكثيرون؛ فتقاتلوا وتنازعوا وتخاصموا لأجلها.. ونسوا أنها مزرعة للآخرة فحسب!
(10) أن للإيمان العالي طعمٌ أحلى من العسل!
(11) يريك الله سبحانه في أوقاتها من التدابير الربَّانية ما لم تخطُر على البال!
(12) الضغائن المندسَّة في القلب منذُ القِدم لا بد أن تُخرَج {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ} [محمد:29].
(13) حقيقة المُحِب الصادق ممن يتصنع ويتظاهر محبته لك!
(14) إذا علمنا أن الدنيا دار اختبار وليست بدار قرار، هان علينا صعوبة الاختبار لأننا تذاكرناه جيدا!
(15) للدعاء أسرارٌ عجيبة.. لا سيما إن خرج من قلبٍ مضطر: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:62].
(16) لا تغتر بما معك من أسباب.. اعمل بها وقلبك بالأعلى متوكلا على ربك.. علّق قلبك بمولاك!
(17) اعمل بالأسباب المُتاحة ولا تُبالغ في البحث عنها.. فربك هو الذي يخلقها لستَ أنت!
ختاماً:
المسكين من لم تُفده العبر ولا تُعلمه المحن.. فسِّر أفعال ربُّك بِك: أعطى ومنع، قرّب وباعد كل ذلك لحكمة، والسعيد من رضي.. رضينا رضينا.
صفاء العطاس