[44] سورة المائدة (9)
محمد علي يوسف
معيار الحكم على الأشياء لم يكن أبدًا في القرآن مرتبطًا بالكمّ أو الكثرة.. ولقد جرت العادة أن الكثرة تُبهِر الأعين وتُعجِب بعض السطحيين من الخلق الذين يقيمون الأمور بظاهرها وحسب؛ لكن يبقى المعيار الأصيل الذي يُرسِّخه القرآن بشكلٍ مطرد ثابت هو معيار الحق والباطل والطيب والخبيث.. {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
ومعيار الحكم على الأشياء لم يكن أبدًا في القرآن مرتبطًا بالكمّ أو الكثرة..
ولقد جرت العادة أن الكثرة تُبهر الأعين وتُعجب بعض السطحيين من الخلق الذين يُقيِّمون الأمور بظاهرها وحسب؛ لكن يبقى المعيار الأصيل الذي يُرسِّخه القرآن بشكلٍ مطرد ثابت هو معيار الحق والباطل والطيب والخبيث..
{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} [المائدة من الآية:100]..
هذا هو معيار الحكم على الأشياء..
فلا يستوي الحق والباطل ولا يذوب الفارق بين الخبيث والطيب فقط؛ لأن الباطل كثير أو الخبيث منتشر بل يظل القبيح قبيحًا وإن كثُر ويبقى الخبيث خبيثًا وإن عمَّت به البلوى..
لكن من يُدرِك ذلك هم أولو الألباب، ولذا تختم الآية بتوجيه الخطاب لهم وتذكيرهم بتلك المسؤولية التي عليه مناط الفلاح..
مسؤولية التفريق بين الخبيث والطيب..
{فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة من الآية:100].