[84] سورة التوبة (7)
محمد علي يوسف
لقد تنوَّعت المعاذير وتعدَّدت أسباب الهروب.. فمنهم من قال: ائذن لي ولا تفتني؛ فلست أقدر على نساء بني الأصفر ، فأخشى أن يغويني حسنهن وسحرهن..! ومنهم من تحجَّج بالحرِّ الشديد، ومنهم من تعذَّر بثمارٍ دانية قد آن قطافها، ومنهم تلكأ، ومنهم من تثاقل وقال بلسان الحال وربما المقال: "لو كان عرضًا قريبًا وسفرًا قاصدًا لاتبعتك" لكنه والله سفر بعيد؛ بعدت عليّ شقته ولا أقوى عليه..!
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
ولقد تنوَّعت المعاذير وتعدَّدت أسباب الهروب..
فمنهم من قال: ائذن لي ولا تفتني؛ فلست أقدر على نساء بني الأصفر ، فأخشى أن يغويني حسنهن وسحرهن..!
ومنهم من تحجَّج بالحرِّ الشديد، ومنهم من تعذَّر بثمارٍ دانية قد آن قطافها، ومنهم تلكأ، ومنهم من تثاقل وقال بلسان الحال وربما المقال: "لو كان عرضًا قريبًا وسفرًا قاصدًا لاتبعتك" لكنه والله سفر بعيد؛ بعدت عليّ شقته ولا أقوى عليه..!
ومنهم من يحلف بأغلظ الأيمان أنه لا يستطيع الخروج، مُتعلِّلًا بعذرٍ فارغ وعلة تافهة جوفاء..!
ونبي الرحمة يحملهم على ظاهر قسمهم، ويذر حسابهم على ربهم ويأذن لهم..
وما إن خرجت أفواج المعذِّرين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تلاشت علامات الحزن الكاذب من على وجوه أكثرهم، فتهلَّلت الأسارير وتراقصت القلوب المريضة فرحًا بمقعدهم خلاف رسول الله..
ويا لها من فرحة مُقزِّزة بتخلفهم عن ركب الفداء والتضحية، وضحكات فاجرة تتعالى في الأسواق، وقد ظنوا أنهم خادعو الله وهو خادعهم..!
ولو خرجوا في المؤمنين ما زادوهم إلا خبالًا، ولأوضعوا خلالهم يبغونهم الفتنة، وفي المؤمنين من يسمع لهم، لكن كره الله انبعاثهم، وطمس على قلوبهم بنفاقهم وكذبهم، فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين..
{فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلًا وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [التوبة:82].