[89] سورة التوبة (12)

محمد علي يوسف

مهما بلغت كرامة العمل وصلاحه ومهما علا مقامه وعُرِف فضله؛ فإن فساد النِّيِّة ليس فقط كفيلًا بضياع فضله بل بتحويله وتغيير صفته من صالح إلى فاسد ومن حق إلى باطل..

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -

ومهما بلغت كرامة العمل وصلاحه ومهما علا مقامه وعُرِف فضله؛ فإن فساد النِّيِّة ليس فقط كفيلًا بضياع فضله بل بتحويله وتغيير صفته من صالح إلى فاسد ومن حق إلى باطل..

ورغم أن النِّيَّة الصالحة لا تؤثر في العمل الفاسد فإن النِّيَّة الفاسدة تؤثر في العمل الصالح وما من شاهد على ذلك أوضح من ذلك المسجد الضرار..

لقد بنوا مسجدًا..

يا له من عملٍ عظيم..

لكن النِّيَّة الفاسدة أزالت عظمته وحولتها إلى بطلان وتفريق بين المؤمنين ونهى الله رسوله عن الصلاة فيه أبدًا..

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} [التوبة:107-108]..

وكم من أعمالٍ ظاهرها الصلاح والإصلاح وحقيقتها الضرار والتفريق والإرصاد أفسدتها النِّيَّة وأضاع فضلها سوء الطوية وخسة الهدف والغاية.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام