[117] سورة يوسف (2)

محمد علي يوسف

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -

في ظل هذا المكان البئيس الذي يجتمع فيه عادةً شرار الخَلق من السُّرَّاق والقتلة والغاصبين، وقد يندر أن تجد بارقة نور ولمسة صلاح وجداها..

وجد السجينان فيه تلك البارقة..

وإن صلاح الباطن يظهر لا محالة على ظاهر المرء والسمت الحسن جزء من النبوة، و«..إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ..»[1]، وقد صلح جسده وحَسُن سمته وجمل خُلقِه منافسًا جمال خِلقته..

{إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف من الآية:36]..

كان هذا هو المعيار الذي بنيا عليه لجوءهما إليه وتلك كانت الصفة التي أخذت بقلبيهما إليه..

لقد التمسا فيه سمتًا حسنًا وخُلقًا وورعًا جعلوه أهلًا للسؤال ومظنة للإجابة..

ثم كانت الدعوة بالمقال بعد الدعوة بالحال.
ـــــــــــــــــــــــ

[1]- (رواه البخاري).

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام