[119] سورة يوسف (4)

محمد علي يوسف

هكذا عرف يوسف عليه السلام نعمة الله عليه ولم تُنسِه إِيَّاها تلك الجدران الرطبة والأسوار العالية التي هو حبيس بداخلها، والنِّعم التي هو محروم منها فكل ذلك يهون ما دامت النِّعمة العظمى موجودة - نِعمة الحق وشرف معرفة خالقه وتوحيده وعبوديته..مدراسة القرآن

  • التصنيفات: التفسير -

{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} [يوسف:38]..

هكذا عرف يوسف عليه السلام نعمة الله عليه ولم تُنسِه إِيَّاها تلك الجدران الرطبة والأسوار العالية التي هو حبيس بداخلها، والنِّعم التي هو محروم منها فكل ذلك يهون ما دامت النِّعمة العظمى موجودة - نِعمة الحق وشرف معرفة خالقه وتوحيده وعبوديته..

عرف النِّعمة وشكرها ثم عرَّف الخلق بها..

والأهم أن البلاء والظلم والاستضعاف الذي يُعاينه ويتذوق مرارته لم يقف حائلًا بينه وبين دعوته وقيمة رسالته..

وكذلك حامل الرسالة لا يوقفه شيء عن أداء رسالته وبلاغ الحق الذي عنده..

لا يوقفه عن ذلك إلا الموت..

وحتى بعد الموت تجد منهم من لم تنطفئ جذوة همّه فقال وهو في دار غير الدار: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس من الآية:26-27].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام