[112] سورة هود (10)
محمد علي يوسف
معلوم شرعًا أن وضع العقوبة على شيءٍ ما يُعتبر مِمَّا يُعرف به تحريم هذا الشيء..
- التصنيفات: التفسير -
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:16]..
من أولئك؟
الإشارة هنا تعود على مَن؟
معلوم شرعًا أن وضع العقوبة على شيءٍ ما يُعتبر مِمَّا يُعرف به تحريم هذا الشيء..
فهذه العقوبة بالنار وحبوط العمل وبُطلانه من المخاطب بها؟
فلنرجع للآية التي تسبقها ولن نجد فيها نجد إلا شيئًا واحدًا جُعلت هذه العقوبة على مقترفيه!
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} [هود:15].
تأمَّل مرةً أخرى وابحث جيدًا..
هل وجدت شيئًا آخر جُعلت عليه العقوبة؟
هل هناك معصية مشهورة أو كبيرة معلومة أو فاحشة مشهودة؟!
إنها فقط إرادة الدنيا وابتغاء زينتها..
انتظر..
قبل أن تَسودّ الحياة في وجهك وتظن أن الدنيا مُحرَّمة عليك تمهَّل وركِّز بصرك على تلك الكلمة التي تسبِق كلمة الحياة الدنيا..
كلمة: {يُرِيدُ}..
القضية إذًا في الإرادة والغاية والهدف والطموح..
هل مرادك إرضاء الله أجره ومثوبته وفي الآخرة جنته؟
أم هي العاجلة..
تلك الفانية هي منتهى أملك وغاية أمنيتك ومبلغ علمك؟
إن كانت الثانية فانتبه..
واقرأ الآيات وتدبر.