[135] سورة الرعد (6)

محمد علي يوسف

من عرف الله حق المعرفة وأحصى أسماءه وصفاته ومِننه وألاءه وأحبّه وامتلأت نفسه بتعظيمه وإجلاله - فإنه يُخلِص وجهته له وحده؛ فلا تأوي النفس إلا إليه، ولا ترغب إلا فيه، ولا ترهب إلا إِيَّاه، ولا يكاد القلب يشهد إلا آثار أفعاله وتجليات أسمائه وصفاته..

  • التصنيفات: التفسير -

ومن عرف الله حق المعرفة وأحصى أسماءه وصفاته ومِننه وألاءه وأحبّه وامتلأت نفسه بتعظيمه وإجلاله - فإنه يُخلِص وجهته له وحده؛ فلا تأوي النفس إلا إليه، ولا ترغب إلا فيه، ولا ترهب إلا إِيَّاه، ولا يكاد القلب يشهد إلا آثار أفعاله وتجليات أسمائه وصفاته..

ثم تجد كل أعماله موجهة له وحده..

{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} [الرعد من الآية:21]..

تأمَّل.. ما أمر الله به..

{وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}..

يخشونه هو.. وحده.

{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ}..

ابتغاء وجه مَن؟ الله وحده.

{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}..

{وَإِلَيْهِ مَتَابِ}..

{إِلَيْهِ أَدْعُو}..

{وَإِلَيْهِ مَآبِ}..

عليه وإليه..

وحده.

لا ينظر إلى مخلوق ولا يجعل اعتبار لفانٍ..

فقط الخالق وحسب.

هذا هو الإخلاص الذي هو فرع عن العلم بالله وعلى ذلك تقوم الأعمال الصالحة..

حين تكون لله وحده وليست لشخص أو لرايةٍ أو لغايةٍ عاجلة يعتبرها البعض البوابة الوحيدة للوصول للمقصد..

ولعل ذلك الدعاء الجامع للنبي صلى الله عليه وسلم حين تَعوَّذ برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، وبه منه يُعد تجسيدًا واقعيًا لتلك الحالة من توحيد الوجهة بشكلٍ مُطلَق..

ويكأنه بأبي هو وأمي لا يرى في الكون إلا أثرًا لأفعاله فلا يُعلِّق قلبه إلا به.. وحده.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام