[153] سورة الحجر (6)

محمد علي يوسف

لكم تكرَّر هذا المعنى في كتاب ربّ العالمين ولكم ترسَّخت تلك القيمة في كلام سيد المرسلين لتستقر تلك العقيدة في قلب من آمن بهذا الدين.. دينٌ سبيله الدعوة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، ومُجمله النُّصح: «الدين النَّصيحة»، وتوجيه مولاه لنبيه الصدع والبلاغ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}..

  • التصنيفات: التفسير -

{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ} [يس من الآية:20]..

{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} [المائدة من الآية:23]..

{وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا} [الكهف من الآية:14]..

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ} [الكهف من الآية:37]..

{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا} [غافر من الآية:28]..

{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا} [طه من الآية:72]..

لاحظ ذلك العامل المشترك بين تلك المواقف القرآنية الخالدة..

فبخلاف أن أبطال تلك المواقف كانوا رجالًا من عموم الناس ليسوا بأنبياء ولا مرسلين إلا أن لفظًا رئيسيًا كان يجمع بينهم..

(لفظ القول)..

هؤلاء جميعًا (قالوا)..

تكلَّموا..

صدعوا..

ما كتموا الحق الذي خالطت بشاشته قلوبهم وامتزج نقاؤه بعقولهم فكان حالهم ومآلهم نموذجًا عمليًا وتطبيقًا واقعيًا لتلك القاعدة الربانية: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف من الآية:29]..

إنهم رجال وفتيان لم يحقروا أنفسهم ولم يخافوا في الله لوم اللائمين ولا قمع الطاغين أو بطش المفسدين..

ولكم تكرَّر هذا المعنى في كتاب ربّ العالمين ولكم ترسَّخت تلك القيمة في كلام سيد المرسلين لتستقر تلك العقيدة في قلب من آمن بهذا الدين..

دينٌ سبيله الدعوة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} [يوسف من الآية:108]..

ومَجمله النُّصح: «الدين النَّصيحة» (رواه مسلم وغيره)..

وتوجيه مولاه لنبيه الصدع والبلاغ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر:94].
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام