[193] سورة مريم (5)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
{إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم من الآية:30]..
إنها أول عبارة ينطقها..
أول كلمة يفتتح بها حياته الحافلة..
إنه يستفتح تلك الحياة بإقامة الحجة على كل من سيغلو فيه بعد حين..
ما هو إلا عبد..
بهذا بدأ كلامه في الناس..
وهكذا استفتح حجته، وبرَّأ أُمّه الطاهرة النقية..
{إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا . وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا . وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا . ذلك هو عيسى بن مريم} [مريم من الآية:30-34]..
فلِمَ الجدال ولِمَ المِراء؟
هو عبدٌ عابدٌ نبي، مبارك حيثما حلّ، مأمور بصلاةٍ وزكاة كسائر العباد..
بشرٌ يُولَد ويموت، وابن بار، وحامل رسالة ومُبلِّغ كتاب..
هذا هو المسيح ببساطة ووضوح وهكذا الشرط منذ البدء..
ليس إلهًا ولا نصف إله، ولا ابنًا لله، وما قال للناس يومًا: اتخذونى وأمي إلاهين..
بل عبد الله..
وما أشرفه من مقام..
مقام العبودية.