[194] سورة مريم (6)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم:45]..
إنه يخاف عليه من العذاب..
هذا هو الأصل..
وهكذا لا بُِّد أن يكون أصل كل دعوة..
الحرص على الناس والخوف عليهم من عذاب الله..
فإن وُجِدَ هذا الحرص الصادق والخوف المورث للرغبة في نجاتهم وهدايتهم صحت الدعوة وتقبَّلها الله بإذنه تعالى، أما نفسية الهجوم على البعيد عن الله وإثبات إدانته فما هي بدعوة وما أهلها بدعاة..!
أما إن وُجِدَ ذلك الخوف والحرص فهي الدعوة الصادقة المباركة..
كذلك كانت دعوة إبراهيم لأبيه..
وكذا مؤمن آل فرعون: {يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ} [غافر من الآية:30]..
{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} [غافر:32]..
وكذا قال نوح وشعيب وهود وغيرهم من الصالحين المصلحين في كل زمان..
الخوف على القوم كان أصل دعوتهم والرغبة في هداية الناس كانت عماد سعيهم وبذلهم.