[203] سورة طه (4)
محمد علي يوسف
وحين عرف السحرة مولاهم الحق، تكشفت لهم القيمة الحقيقية للأشياء، وبدت لهم المعايير الصحيحة = ما ترددوا فى الاختيار بين الدنيا وما عند الله، وقالوا لمن هددهم {قَالُوا۟ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلَّذِى فَطَرَنَا} [طه من الآية:72].
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
وحين عرف السحرة مولاهم الحق، تكشفت لهم القيمة الحقيقية للأشياء، وبدت لهم المعايير الصحيحة = ما ترددوا فى الاختيار بين الدنيا وما عند الله، وقالوا لمن هددهم {قَالُوا۟ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلَّذِى فَطَرَنَا} [طه من الآية:72]. وهذه من أزكى ثمار المعرفة وأشهى قطوف العلم بالله؛ أن يستقيم الميزان، وتبدو الدنيا بزينتها رخيصة، إن وضعت فى مواجهة مع إرضاء الله وما عنده.
هنا يبدو القرار واضحًا، وترجح كفة الآخرة حين تعلم قيمة الدنيا فيكون القرار {فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِى هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَآ} [طه من الآية:72].، افعل ما بدا لك، تخير أعلى ما خيلك واركبه، اقض بقضائك واتخذ قرارك، فلربما تستطيعه في تلك العاجلة الحقيرة التي تضاءلت في نظرهم وحقروها، فهان عليهم ذهابها ولم يحزنوا على فواتها.
وحينئذ يرتفع الشعار عاليًا خفاقًا نقيًا رقراقًا يردده العارفون {وَٱللَّهُ خَيْرٌۭ وَأَبْقَىٰٓ} [طه من الآية:73]، فقط العارفون.