عُذرًا غزة: من ينصروكِ في السجون الآن!
يحدث الآن ما أراده العدو الصهيوني من انقلاب الثالث من يوليو.. إنها حقيقه فهمها الصهاينة مُبكرًا عندما عملوا على إسقاط نظام الرئيس مرسي الذي أصابهم بمفاجئة غير متوقعه ومجموعة من الضربات الجانبية والمباشرة في توقيت عدوانهم على غزة..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
يحدث الآن ما أراده العدو الصهيوني من انقلاب الثالث من يوليو.. إنها حقيقة فهمها الصهاينة مُبكرًا عندما عملوا على إسقاط نظام الرئيس مرسي الذي أصابهم بمفاجئة غير متوقعة ومجموعة من الضربات الجانبية والمباشرة في توقيت عدوانهم على غزة..
اللحظة الراهنة هي اللحظة التي تختبر فيها إسرائيل الكنز الإستراتيجي الجديد ونِتاج خطتها وتختبر فيها مدى قيادتها للأنظمة المجاورة إليها بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب.. اللحظة التي تختبر فيها إسرائيل مدى قوة اتصالاتها وقوة روابطها بالنظام الحالي..
حتى لا ينسى من يصمت الآن.. أن الرئيس مرسي في ذات التوقيت جعل من مصر غرفة عمليات للتصدي للعدوان الصهيوني وكانت مصر حلقة الوصل بين كل الجهود وقوى المقاومة السياسية في المنطقة؛ حيث حضر له رئيس الوزراء التركي وأمير قطر -السابق- ورئيس المكتب السياسي لحماس.. يومها ألقى الرئيس مرسي بكل كروته دفعة واحدة وبتواليٍ عجيب في وجه العدو الصهيوني ليستنفذ كل الخيارات السياسية ويضع العدوان الصهيوني مباشرة أمام غضبة الشعوب وهو حتمًا ما فهمته الدوائر السياسية في إسرائيل..
فقد قام بسحب السفير المصري وفتح المعابر وقام بتوجيه رئيس الوزراء المصري لزيارة القطاع تحت القصف، وفتح الإمدادات والمعونات في خطوةٍ غير مسبوقة ليُضيِّق الخناق السياسي على الطرف الآخر وهو الفهم الذي اتعب السياسيين كثيرًا في إدارة الصراعات..
من معايير الولاء في هذه المرحلة أن تجد ما يدَّعون أنفسهم بالنخبة يُؤجِّجون إلى فاشية شعبية بخلط المفاهيم العفِنة التي يرتزقون بها، بتشويه المعارضة ومطالبة الكيان الصهيوني بدك غزة والإنهاء على المقاومة الفلسطينية بتصريحاتٍ بذئية؛ وصلت لأن ينادون رئيس الوزراء الصهيوني مباشرة بتوجيه الضربات إلى غزة.. لا تندهش فهي ثمّة الفترة التي تعيشها مصر إذا طفحت خُبثها على أرضها وإذا غاب الشرفاء والرجال..!
لم يكن لدينا تصورًا قبل ذلك أن مثل هؤلاء يعيشون على أرض مصر من يريدون وأد المقاومة ويجدون العدو الإستراتيجي لهم - هم رجال المقاومة تتفق أو تختلف سياسيًا مع إدارة حماس لأزماتها السياسية. لكن الثوابت والقيم والأخلاق وحتى الضمير القومي لا يدعنا نمرّ على هذه الأمور بسهولةٍ فيمَ وصلت إليه وقاحات الإعلام الفاسد..
العدو الصهيوني لا يُفكِّر عبثًا ودومًا ما كان يُجيد قيادة الأبقار البرية في المنطقة إلى أن جاء الرئيس مرسي وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها صناع القرار داخل النظام الصهيوني من دقة توجيه قرارات الرجل إبَّان الأزمة الماضية وسرعان ما عادوا لقيادة القطيع مرةً أخرى وإن كان بشكلٍ أكثر فضاعة. العدو الصهيوني يستغل انشغال الوضع الإقليمي بقضاياه الساخنة في العراق وسوريا لتوجيه ضربة لقدرات المقاومة وحتمًا أيضًا لإثارة الوضع أكثر في مصر ووضع قوى التحالف ومعارضة الانقلاب تحت ضغوط أكثر..
أضف أن توجيه ضربة عسكرية لغزة من شأنه اختبار ردود الأفعال في المنطقة خاصةً بعد التقارب الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي. أيضًا توقيت توجيه الضربة الآن يُعد نقطة في حسابات الائتلاف الحاكم في دولة الصهاينة الآن أمام خصومه وأضعاف للمفاوض الفلسطيني -إجمالًا- هم لن يبادلوا خدمات قائد الانقلاب بخدماتٍ مثلها أبدًا.. إنما هم يحصدون النقاط التي يجنوها من عبث صبيان السياسة في مصر.
القضية الفلسطينية لا يمكن اقتلاعها من قلوب المصريين فقد تربّوا على أن العدو الذي يُهدِّدنا والصهاينة وليست المقاومة التي تُدافع عن شرف الأمة.. لقد تجاوزنا نقطة أن نتحدَّث بتعبيراتٍ ثورية حتى نُلهِب قلوب الناس لدعم قضيتهم وعلى الجانب الآخر أن نقيم النظام الانقلابي وأدائه أمام المواجهات والصراعات على الحدود الشرقية لسيناء.
لا نستطيع أن نقول أننا أمام حالة من الانبطاح الذي تعانيه النخبة والقوى السياسية في مصر بعد حبس الإخوان في السجون.. الآن من يزايدون على مواقف الرجال وكانوا يرون إجمالها تجارة بالدين.. أين هم الآن؟! وما هي مواقفهم؟!
هل يستطيعون أن يُعلِنوا غضبهم لما يحدث من قتلٍ وتدمير للأطفال الأبرياء وانتهاك كل المواثيق والحقوق الدولية التي صدعونا بها؟!
أم أن الرجولة كانت على عهد حكم مرسي؟! وأن ما نجح فيه قائد الانقلاب لحبس هؤلاء جميعًا في أنفاسهم لم يعودوا قادرين على المطالبة؟!
عُذرًا غزة.. من كانوا يدافعون عنكِ في السجون الآن..
وتظل القضية في نفوس الرجال تدور المواقف وتتوالى ولكن النصر قادم..
محمود إبراهيم صديق