تقوى الله (5)

صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

نعم أيها المؤمن: إنك بحاجة إلى ثقل الميزان، إنك بحاجة إلى أن تكون موازينك راجحة، الله الله في نفسك، الله الله في أهلك، الله الله في حياتك، اتق الله في حياتك حياتك ليست بطيبة، ليست مقربة إلى دار الكرامة.

الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها المؤمنون: إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل بمحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم تقوى الله فإنه ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : «اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيَّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»  فإن تقوى الله واجبة، إن تقوى الله بالإجماع واجبة، وإن المؤمن إذا خالف أن يسرع في الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات، كما قال الله جل وعلا {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114].

فلنتق الله ولنسارع في الحسنات فإننا أحوج ما نكون إلى أن تكفر عنا سيئاتُنا {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ} [المؤمنون:102-103].

نعم أيها المؤمن: إنك بحاجة إلى ثقل الميزان، إنك بحاجة إلى أن تكون موازينك راجحة، الله الله في نفسك، الله الله في أهلك، الله الله في حياتك، اتق الله في حياتك حياتك ليست بطيبة، ليست مقربة إلى دار الكرامة.

 هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله جل جلاله أمرنا بالصلاة على نبيه فقال جل وعلا {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، وعنّا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر عبادك الموحدين.

اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان، اللهم أيدهم على عدوك وعدوهم، يا قوي يا عزيز قوهم واعزهم فإنك أنت القوي العزيز، أنت الرحيم فارحمهم، وأنت القوي فقوهم، وأنت الجبار فاجبر كسرنا وضعفنا وكسرهم وضعفهم يا أرحم الراحمين.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح ووفق أئمتنا وولاة أمورنا، ودُلهم على الرشاد، وباعد بينهم وبين سبل أهل البغي والفساد. يا أكرم الأكرمين.

اللهم إنا نسألك أن ترفع عنا الربا والزنا وأسبابه، وأن تدفع عنا الزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا هذه بخاصة وعن سائر بلادنا المؤمنين بعامة يا أرحم الراحمين.

 اللهم لا تُمتنا إلا وقد وفقتنا لتوبة نصوح.

اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

اللهم اجعلنا وأحبابنا وأهلينا وذرارينا ووالدينا والمسلمين في جنات النعيم.

اللهم هوّن علينا يوم الفزع الأكبر واجعلنا ممن يأخذ كتابنا باليمين، اللهم اجعلنا كذلك فإنك أرحم الراحمين وأجود الأجودين، نعوذ بك مما فعلنا من السوء نعوذ بك مما فعلنا من السوء، فنسألك مغفرة فإنك أنت الغفار الرحيم.

عباد الرحمن: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على النعم يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.